تناولت المقالة تاريخ نجد في الفترة الممتدة من القرن العاشر الهجري حتى ظهور الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وهدف الباحث إلى بحث الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في نجد في فترة الدراسة، وقد رجع للمصادر التي عالجت تاريخ نجد والجزيرة العربية والدولة السعودية، وتناول الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في منطقة نجد، حيث تنتمي الغالبية العظمى من أهلها إلى قبائل عربية معروفة النسب، مستقلة بشؤونها، وكانت القبائل القوية تستقطب الراغبين في الانضمام إليها شهامة ورغبة في ازدياد عددها وقوتها، ويأخذ المنضمون إلى كل قبيلة اسم تلك القبيلة، وكانت نظرة النجديين الاجتماعية نظرة قبلية في البادية والحاضرة، وكان ثبوت الانتماء العربي الأصيل من الأمور المهمة لتحديد مكانة الفرد أو الأسرة في المجتمع، وكانت الدوافع إلى ترك حياة الرعي والتنقل واستبدالها بحياة الاستقرار متعددة، ونزع النجديون إلى الاستقرار حول الأمكنة التي تتوافر فيها مصادر المياه اللازمة للزراعة، والأمكنة الواقعة على الطرق التجارية، وقد اختلفت البلدان النجدية في طريقة تطورها واتساعها، وخلال المرحلة الانتقالية من البداوة إلى التحضر كان الناس يعيشون حياةً وسطًا بين البداوة والتحضر، يقتسمون وقتهم بين الرعي والزراعة، كما كان البدوي فخورًا بنفسه وباديته وتقاليده، وكانت الزراعة أهم مقومات الحياة الاقتصادية لدى حاضرة نجد، ولم تكن الخيل كثيرة لديهم مثل كثرتها عن البدو لاختلاف حياتهما ومتطلباتها، وكانت الغزوات عند البدو أكثر وفيها تظهر أهمية الخيل أكثر، كما اشتغل الناس بالتجارة المحلية، والإقليمية، والخارجية التي كانت قائمة بين سكان منطقة نجد، وسكان البلاد الأخرى، وكانت الخيل النجدية تصدر إلى البصرة، والهند، وتجدر الإشارة إلى الحج وفائدته لأهل منطقة نجد، فكثيرًا ما توقفت قوافل الحجاج في بلدان نجد لشراء ما تحتاجه أو بيع بضاعة جلبتها، وكانت المرأة النجدية تساعد الرجل باضطلاعها بأعمال المنزل، وتربية الأولاد، وتأمين حاجات المنزل، والزراعة
|