التجارة تأتي بمعنى البيع والشراء وطلب الرزق(1)، ولخصها ابن خلدون بأنها: "اشتراء الرخيص وبيع الغالي"(2)، كما أنه قال عنها: "اعلم أن التجارة محاولة الكسب بتنمية المال بشراء السلع بالرخص وبيعها بالغلاء أيًّا كانت السلعة من دقيق أو زرع أو حيوان أو قماش، وذلك القدر النامي يسمى ربحًا، فالمحاولة لذلك الربح: إما أن يختزن السلعة ويتحين بها حالة الأسواق من الرخص إلى الغلاء فيعظم ربحه، وإما أن ينقله إلى بلد آخر تنفق فيه تلك السلعة"(3). والتجارة الخارجية عبر العصور المختلفة - لكل البلدان والأقاليم ومنها الجزيرة العربية - تنقسم في اتصالها وطرق تبادلها، إلى تجارة برية وتجارة بحرية. ونحن نعلم أنه في الفترة التي سبقت الإسلام، وُجد لبلاد العرب علاقات تجارية خارجية برية وبحرية(4)، إلا أن التجارة البرية غلبت على أقاليم معينة كالحجاز وشمالي الجزيرة العربية، كما ساد نوعا التجارة البرية والبحرية كلاًّ من البحرين وبقية منطقة الخليج، بالإضافة إلى اليمن، وكان لوسائل النقل الموصلة إلى تلك الأقاليم داخل الجزيرة العربية أثر كبير في تنوع التجارة وفي ازدهارها في كل إقليم على حدة. عصر الرسول [ وعصر الخلفاء الراشدين :
|