شهدت شبه الجزيرة العربية منذ زمن بعيد وفود عديد من الرّحالة والمكتشفين، مدفوعين بدوافع عدة من أجل تحقيق أهداف مختلفة. وقد كان ما يعرف في الوقت الحاضر بشمال المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 1261هـ إلى 1333هـ (1845م إلى 1915م) مركز جذب، وهدفًا لكثير من الرحالة الغربيين (جدول رقم 1). وكان من أبرز هؤلاء الرحالة الذين وصلوا إلى هذه المنطقة إلويس موزل (Alois Musil). وهو تشيكي الجنسية، وكان يعمل أستاذًا للدراسات الشرقية في جامعة تشارلزUniversity) (Charles في براغ، وقد زار شمال المملكة العربية السعودية والعراق وبلاد الشام، وتجول فيها مع مرافقين من سكانها؛ ليهتدي بهم في مسالكها، وقد امتدت زيارته لشمال المملكة ما بين 13 يناير إلى 5 أبريل 1915م (72/2 - 12/5/3331هـ). وعلى الرغم من أن الدافع الرئيس لرحلات موزل واكتشافاته ـ كما ذكر ـ كان تاريخيًا، إلا أنه حاول التعريف ببعض الظاهرات الجغرافية في المنطقة، وما ورد عنها في المعجمات العربية أو كتب الرحالة. كما قام بتوقيع مظاهر سطح الأرض الرئيسة التي مر بها أو سمع عنها على خرائط، وجعلها أساسًا ومقدمة لدراساته التاريخية، إضافة إلى ذلك فقد جمع بعض العينات النباتية والمعادن، وأخذ بعض الصور والرسومات لبعض الظاهرات الجغرافية والبشرية. وقد سجل موزل نتائج رحلته إلى شمال المملكة في كتاب سمَّاه "شمال نجد" (Northern Negd)(1) سجل فيه مشاهداته وملحوظاته خلال ارتحاله بين مدن الجَوْف وحَائِل والعُلا وما حولها(2) (شكل رقم 1). موضوع الدراسة وأهميته: ستتناول هذه الدراسة الغطاء النباتي لشمال المملكة العربية السعودية في بداية القرن العشرين الميلادي، من خلال كتاب إلويس موزل "شمال نجد".
|