كانت قريش إمام الناس، وأهل البيت والحرم، وصريح ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وقادة العرب، وكان عرب الجزيرة لا ينكرون ذلك(1)، بل كانوا يعرفون لقريش السؤدد، والرئاسة والفضل، وكانوا يحتكمون إليها في كثير من أمورهم.
ولما كانت قريش قد نصبت الحرب لرسول الله [ ولدعوته، تلوَّم(2) كثير من عرب الجزيرة عن إجابة الدعوة والدخول في الإسلام، فقد كان تأخر إسلام قريش عقبة كؤودًا في طريق إسلام عرب الجزيرة، روى البخاري عن عمرو بن سلمة قال: "كانت العرب تلوّمُ بإسلامهم الفتح، فيقولون: اتركوه وقومه، فإن ظهر عليهم فهو نبي صادق، فلما كانت وقعة أهل الفتح - سنة ثمان للهجرة - وأسلمت قريش وثقيف، بادر كل قوم بإسلامهم"(3)؛ فقد عرفت العرب أنه لا طاقة لهم بحرب الرسول [، ولا عداوته، فأخذت وفودهم تضرب إلى المدينة المنورة من كل وجه، فدخلوا في دين الله أفواجاً
|