الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين [، وعلى آله وصحبه والتابعين، وبعد: فاستمراراً للنهج السعودي المعاصر يأتي الملك سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله تعالى - ليواصل المسيرة الخيِّرة المباركة التي كان قد بدأها والده الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي وضع الأسس والركائز الرئيسة لبناء المجتمع السعودي الحضاري المسلم الذي تتمثل دعامته الأساسية في الشريعة الإسلامية السمحة، وما تضمنته من مبادئ وقيم مستمدةٍ من كتاب الله العظيم، وسنة نبيه الكريم - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - وسيرة الخلفاء الراشدين ومن جاء بعدهم من التابعين والأئمة المهديين، إضافةً إلى ما يزخر به التراث الإيجابي لسلف هذه الأمة الصالح من علوم ومعارف ومعطياتٍ حضارية مختلفة. وانطلاقاً من حرصه - رحمه الله تعالى - على استمرارية مشروع البناء الحضاري لهذه البلاد؛ فقد اهتم بمختلف المكونات الضرورية لوحدة أبناء المجتمع السعودي المسلم، وكان لخطبه - رحمه الله تعالى - أهمية خاصة في تحقيق تنمية الفرد وبناء المجتمع عن طريق ترسيخ البناء القيمي لدى الشخصية السعودية، وكان لذلك أثره البالغ في تحقيق الكثير من متطلبات المجتمع الحديث الذي ظهرت ملامحه ومكوناته مرتبطةً بتاريخه الحافل بالإنجازات الحضارية المتميزة التي كانت تسعى لمسايرة ركب الحضارة المعاصرة، ومواكبة مختلف مجالات وميادين التقدم والرقي.
|