إلى ما يقرب من نهاية القرن الثامن عشر الميلادي (القرن الثاني عشر الهجري) كان الباحثون يعتقدون أن نظام الأبوة كان هو الأصل في تركيب الأسرة حيث بموجبه كان يتم انتساب الأولاد لأبيهم، والزوجة تتزوج في بيت زوجها منتقلة من بيت أهلها... حتى جاء العالم الألماني (Pachofen) بكتاب "الأمومة أو حقوق الأم" الذي نشره عام 1861م (1278هـ)؛ فأحدث انقلاباً في النظرية السائدة وقلبها رأساً على عقب حين اعتقد سيادة نظام الأمومة في تركيب الأسرة الإنسانية القديمة، مرجعًا كون ذلك الاعتقاد إلى أن النكاح القديم فوضويٌّ لا يلتزم فيه الرجل والمرأة بعلاقة منتظمة بينهما؛ فلا سبيل لمعرفة الأب، بل الأم هي المعروفة، والانتساب يتم باسمها، ويفترض هذا العالم أن المرأة في ظل هذا النظام قد ترأست الأسرة وكانت جليلة الجانب(1).
|