تابع الكاتب في هذه المقالة تأريخه لحركة طباعة كتب التراث في المملكة العربية السعودية ونشرها وتحقيقها، وتناول في هذا القسم المطبوعات في موضوعات التفسير وعلوم الحديث، واستهل بالإشارة إلى بدء نشر كتب التفسير على نفقة المملكة العربية السعودية منذ عهد مبكر، فأشار إلى أنه في الوقت نفسه الذي أمر به الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بطبع كتب الفقه في مطبعة المنار في القاهرة كان كتاب: تفسير ابن كثير يطبع على حسابه، وكذلك: تفسير البغوي: معالم التنزيل، وقد صدر هذان التفسيران في تسعة مجلدات صخمة، انتهت طباعتها سنة 1347هـ، وأشرف على تصحيحها الشيخ محمد رشيد رضا صاحب مجلة المنار، وتبع ذلك نشر كتاب فضائل القرآن، لابن كثير ملحقًا بتفسيره، وامتازت هذه الطبعة بتعليقات وفوائد بقلم المصحح، وقد أُعيدت طباعة تفسير ابن كثير، مستقلاً عن تفسير البغوي سنة 1384هـ في أربعة أجزاء من القطع الكبير، وعلّق عليه عبدالوهاب عبداللطيف، ووصفت هذه الطبعة بأنها أدق طبعة وأكملها مزودة بفوائد جمة نافعة، وصدرت في مكة المكرمة، كما ساعدت المملكة في نشر مجموعة تفسير ابن تيمية لست سور من القرآن الكريم، وقام بالتصحيح والتعليق وإعداد المقدمة بالإنجليزية للتفسير عبدالصمد شرف الدين، وقد طبع في بومباي بالهند سنة 1374هـ، وطبع عبدالله وعبيدالله الدهلوي كتاب: التفسير القيم للإمام ابن القيم، في مطبعة السنة المحمدية سنة 1368هـ، يضاف إلى ذلك إسهام بعض علماء البلاد في حقل تفسير القرآن الكريم كالشيخ عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي، وعبدالحميد الخطيب، وعبدالله خياط، أما كتب الحديث، فقد استعرض الكاتب ثلاث طرق في إحيائها: قيام دور النشر التجارية بنشرهاعن طبعات سابقة غالبًا من غير تحقيق، وقيام علماء سعوديين بتحقيقها وطباعتها داخل المملكة أو خارجها، وتمويل الحكومة السعودية لطبع كتب أخرى أو تشجيعها على تحقيقها مع الإسهام بقسط وافر من تكاليف طباعتها، ونشرت هذه الكتب خارج المملكة، وقد قدم الكاتب عرضًا ببليوجرافيا للكتب المنشورة مستثنيًا كتب الفئة الأولى لكونها طبعات مكررة أو مصورة .
|