هذا هو نص الرسالة قيل: إن الشيخ محمد بن عبدالوهاب وجهها إلى أهل المغرب، وخاصة العلماء، وهي مأخوذة عن مخطوطة الرسالة المقتناة في الخزانة الملكية بالرباط، وقد صورها أبو تراب الظاهري، وضاهت إدارة تحرير المجلة محتوياتها مع نص الرسالة الذي نشرته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض فوجدت هذا النص غير ناقص، وقد تأكد لأبي تراب أن عبدالرحمن بن عاصم النجدي قد أوردها في كتاب: "الدرر السنية في الأجوبة النجدية"، وأثبت هنا النص الكامل للمخطوط. وقد استهلت بالبسملة، وبيان اسم الشيخ محمد بن عبدالوهاب وتوجيهه الرسالة إلى "كافة أهل المغرب خصوصًا العلماء"، وبعد أن حمد الله أتى بالدعاء، ثم بالرسالة، وقد أوضح فيها أن الله -تعالى- أمر بلزوم ما أنزل على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نبّه إلى بعض الأمور التي تتضمن الإشراك بالله كالتوجه إلى الموتى وسؤالهم النصر على الأعداء وقضاء الحاجات وتفريج الكربات التي لا يقدر عليها إلا رب الأرض والسموات، وكذلك التقرب إليهم بالزيارة وذبح القربات والاستعانة بهم في كشف الشدائد وجلب الفوائد وغير ذلك من أنواع العبادات التي لا تصح إلا لله سبحانه وتعالى. وأخبر سبحانه أن المشركين يدعون الملائكة والأنبياء والصالحين ظنًا منهم أنهم يقربونهم إلى الله زلفى ويشفعوا لهم عنده، وأخبر سبحانه أن من جعل بينه وبين الله تعالى وسائط بغرض الشفاعة فقد عبدهم وأشركهم بالله -تعالى-، وإذا كانت الشفاعة كلها لله كما قال تعالى: ( قل لله الشفاعة جميعًا )، فلا يشفع أحد عنده إلا بإذنه. وقد بيّن أن الرسول صلى الله عليه وسلم عمل على حماية جانب التوحيد وحذر من كل ما يوصل إلى الشرك، فنهى عن أن يجصص القبر، ويبنى عليه، وأنه بعث عليًا بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ وأمره ألا يدع قبرًا مشرفًا إلا سواه ولا عاليًا إلا طمسه، وأوضح الشيخ أنه يدعو إلى الاستمساك بما دعا إليه الله وسوله، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
|