تناولت المقالة العمارة الإسلامية، وهدف كاتبها إلى وصف مظاهر هذه العمارة في بناء المدن الإسلامية ومساجدها، وقد رجع إلى كتب الخطط والآثار والعمارة الإسلامية. واستهلّ بالحديث عن بناء المدينة الإسلامية، فوصف بناء الكوفة على يدي سعد بن أبي وقاص ــ رضي الله عنه ــ بأمر الخليفة عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ سنة 16هـ، بعد بضعة أشهر من بناء البصرة على يدي عتبة بن غزوان، كما وصف الفسطاط التي كانت أولى مدن المسلمين في مصر، وبناها عمرو بن العاص سنة 18هـ، وتقع على النيل في مواجهة الجيزة، وقد ذكر أنها أخذت تتسع وتزداد عمارة برسوخ أقدام المسلمين في هذه الديار، وبلغ طولها على ضفة النيل ثلاثة أميال، أما عمارتها فقد انتظمت 26000 مسجد، و8000 شارع، و1170حمامًا، وقد اتصل عمرانها بعدة مدن والتحم بالجيزة، وقد تعددت أدوار المنازل، واستعمل الناس الروافع لنقل مياه الشرب من النيل إلى المنازل، ثم تحدث عن تأسيس القيروان على يدي عقبة بن نافع سنة 50هـ، فأورد أنه خطط فيها لأصحابه المجاهدين أماكن منازلهم فشرع في بناء المسجد الجامع، وتدّرجت المدينة في التوسع، وقام حسان بن النعمان بتجديد بناء الجامع، ونصب إلى جانب دار الإمارة مصالح الدواوين للجند والخراج والرسائل، ثم زاد موسى بن نصير في منشآتها، وبنى دار الضرب لسك النقود فيها، وتسابق السكان إلى إنشاء الدور، وبنى الموسرون إلى جانبها المساجد والكتاتيب، وسموا كل حي باسم العشيرة أو أحد أعيان من العرب، وقد أمر هشام بن عبدالملك عامله عليها بإنشاء خمسة عشر صهريجًا للماء خارج أسوارها خدمة لأهلها، ثم وصف الكاتب نشأة الأسواق في المدن الإسلامية وتطبيق نظام الحسبة، وتناول استخدام الفسيفساء في جدران المساجد والقصور، وتطرق إلى الفن المعماري في المغرب والأندلس وخصائصه المتجسدة في الأقواس والأروقة والنوافذ والأبواب والمقرنصات والعقود والقباب والمآذن والمنارات.
|