دراسة تاريخية تتناول باب الكعبة، ويهدف كاتبها إلى تتبع أحواله ومادة صنعه ومساحته وزخرفته والكتابة عليه، ووقد رجع فيها إلى آي الذكر الحكيم، ثم إلى عدة مصادر تاريخية تطرقت إلى موضوع الدراسة؛ ومهّد بتتبع تاريخ أول باب أنشئ للكعبة، فأشار إلى أن المصادر ذكرت أن إبراهيم ــ عليه السلام ــ قد جعل للكعبة بابًا بالأرض لا يغلق، حتى إذا جاء تُبَّع أسعد الحميري فجعل لها بابًا يُغلق بضبَّة فارسية، ولكن "الفاكهي" نسب إلى جرهم صنعها بابًا ذا مصراعين للكعبة زمن ولايتهم على البيت، وهي تسبق ولاية قريش على الكعبة، والذي جرى في فترتها قيام تبع بصنع باب للكعبة، وقد صنع ابن الزبير ــ رضي الله عنه ــ بابًا للكعبة حين عمّر البيت، وحينما نقض الحَجَّاج بناء ابن الزبير جعل طول الباب ستة أذرع وشبرًا، حيث رفعه عن مستوى الأرض، وقد وصف الكاتب أحوال الباب وما طرأ على تذهيبه وتسميره وقفله في عهد الخلفاء العباسيين، وفي عهد المماليك، ثم في عهد العثمانيين، حين أمر السلطان سليمان سنة 964هـ بصنع باب جديد للكعبة، وركبت عليه ألواح من خشب الآس الأسود المصفحة بالفضة المطلية بالذهب، وظلّ هذا الباب حتى سنة 1045هـ، حيث رُكّب للكعبة باب جديد صنع في إستانبول بأمر السلطان مراد، وجرت إصلاحات للباب سنة 1119هـ وطليت حدود الباب بالذهب في عهد السلطان أحمد خان. وفي سنة 1363هـ رُكّب باب جديد للكعبة في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله، وبقي هذا الباب لمدة ثلاث وثلاثين سنة، وقد صنع في مكة المكرمة في عهد الملك خالد عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ باب للكعبة والآخر باب التوبة من الذهب الخالص أُزيح الستار عنهما في 1399هـ، ثم ساق الكاتب خصائص باب الكعبة الجديد وزخارفه وأبعاده والنصوص القرآنية المكتوبة عليه، وقفله، وصنعته، ثم وصف باب الرحمة وهو الباب الداخلي للكعبة.
|