دراسة جغرافية لمدينة الرياض، هدفت الباحثة فيها إلى توصيف ظاهرة التغير الذي حدث في المنطقة المركزية بالرياض، وخصائصها، ومتغيراتها. وقد رجعت إلى طائفة مختارة من الخرائط والمصادر التاريخية والجغرافية والعمرانية المتصلة بالمدينة في الجانب النظري للدراسة، أما في الجانب العملي فقد اعتمدت على تحليل المعلومات المتمخضة عن الدراسة الميدانية للمنطقة المدروسة. ومهّدت بالحديث عن مفهوم المنطقة المركزية، ثم انتقلت إلى الحديث عن نموذج مدينة الرياض وموقعها، وتقصّت تطور المنطقة المركزية لمدينة الرياض التي كانت حتى القرن العشرين نموذجًا نقيًا لمواصفات مدن ما قبل الصناعة، إذ تتمركز القوى الدينية والسياسية والاقتصادية في المنطقة المركزية، ثم تناولت التغير في المنطقة المركزية. الذي بدأ مع أربعينات القرن العشرين، وكان تغيرًا ماديًا ورمزيًا إذ بقي فيها قصر الحكم ودار العدل، في حين تصاعدت القوة الاقتصادية الناشئة. ثم تناولت المواصلات وإنجازات الدولة في هذا المجال، وناقشت مظاهر هذا التغير من النواحي السكانية، والتجارية، والعمرانية، والإدارية، والخدمية. وتتبعت التغير في السبعينات، ووصفت مركز المدينة - بعد ظهور أحيائها الجديدة - في شمال حي المربع خلف القصور الأثرية، وقريبًا من الحي الإداري، وهو يبعد عن قلب المدينة القديم بمقدار كيلين تقريبًا نحو الشمال والغرب، في حين يبعد نحو (750) مترًا نحو الشمال الغربي. ثم وصفت المنطقة المركزية الحالية والتغير في نمط استخدام الأرض في الأجزاء المتاخمة لها وشتى أنواع المؤسسات والمكاتب والمتاجر بالمنطقة المركزية الرئيسة، واقتصار التعامل في السوق التقليدية على السلع الرخيصة والمتوسطة، والتحديث الكبير الذي طرأ على المدينة القديمة، وتمييز أربعة عشر قطاعًا في المنطقة المركزية.
|