دراسة تاريخية لمدينة القدس لتوضيح أهميتها، وأسمائها، وتاريخها، وجغرافيتها، ومقدساتها، وهويتها العربية الإسلامية، وقد رجع كاتبها إلى القرآن الكريم، ثم أسفار العهد القديم، والدراسات عن التلمود والصهيونية، ومصادر تاريخ الساميين والعرب واليهود وفلسطين، واستهل بتوضيح قدسية المدينة ففيها أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله علية وسلم إلى المسجد الأقصى فيها، "وما فيها موضع شبر إلا وقد صلى فيه نبي أو قام فيه ملك"، وفيها أماكن مقدسة للديانات السماوية الثلاث، ثم تطرق الكاتب إلى أسمائها والآراء حولها، وذكر أن أقدم ذكر لها عثر عليه في النصوص المصرية القديمة من القرنين التاسع عشر والثامن عشر قبل الميلاد حيث أشارت إليها باسم "روشاليمم"، وذكر اسمها "أوروسالم" في رسائل تل العمارنة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وسميت "يبوس" نسبة إلى اليبوسيين الذين سكنوها عقب نزوحهم من الجزيرة العربية، وعرفها الكنعانيون باسم "أوروسالم"، ووردت في أسفار العهد القديم تحت اسم "يروشاليم"، وفي نقش آشوري سنة 007ق.م وردت باسم "أوروسليمو"، وفي عهد الإسكندر سماها اليونانيون "هيروسوليما"، ثم صار اسمها "ايليا كابيتولينسا" في عصر الإمبراطور الروماني إيليوس هدريان بعد أن قضى على اليهود فيها وأمر بقتل من يدخلها منهم، وظلت تعرف باسم "إيليا" حتى أوائل الفتح الإسلامي، وعرفت باسم "القدس" منذ بداية تاريخها عندما أقيمت فيها أماكن مقدسة للعبادة، واستخدم هيرودتس (484-524 ق.م) لها اسم "قديتس" وهذا الاسم محرف عن اللفظة الآرامية "قديشتا"، ودعاها المسلمون "بيت المقدس"، ويرى بعض المفسرين أنها ذكرت في القرآن الكريم باسم "الزيتون"، وقد تناول الكاتب الموقع الإستراتيجي المتميز لمدينة القدس، والأودية المحيطة بها وجبالها وأهمها جبل الزيتون الذي يسميه العرب جبل الطور، وجبل بيت المقدس حيث المسجد الأقصى، ويُسمى أيضًا هضبة الحرم، وتناول الطريق والوصول إلى القدس، وتطرق إلى وصف الحرم والمقدسات الإسلامية في القدس، وتاريخها العربي الإسلامي المتواصل الذي يُثبت أن صلة اليهود بالقدس كانت صلة مؤقتة نتيجة لغزو طارئ زالت آثاره بعد فترة زمنية قصيرة ، مما يُفند مزاعم اليهود التاريخية التي يلفقونها حول وجودهم قديمًا فيها .
|