دراسة لقطعة من النسيج محفوظة في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة تهدف إلى بحث مادة القطعة، وصنعها، وزخرفتها، وقد رجع الكاتب إلى مصادر ودراسات الفن الإسلامي، والحضارة الإسلامية، ودراساتهما في صقلية وجنوب إيطاليا، واستهل بالوصف الفني للقطعة، فأشار إلى أن عدد الخيوط في السنتيمتر المربع بلغ (34) خيطًا لحمةً، و(41) خيطًا سدى، وفيها شريطان من الزخارف في وسطها سطر من الكتابة الكوفية، وفي أعلاها سطر ثان، وفي أسفلها سطر ثالث، وهذه الزخارف مطبوعة وليست منسوجة في القماش، وفي أعلاها شريط عرضه 12سم يتضمن كتابات كوفية تضم كلمات دعائية نحو: بركة، ونعمة، وسلامة، وغبطة، كتبت على أرضية مموهة بالذهب، وحددت الحروف فيها بخطوط رقيقة سوداء، وقد تناول الكاتب الأسلوب الفني المتبع في القطعة المدروسة من حيث الصناعة والتذهيب والرسم، وتبيّن من الفحص أن القطعة من النسيج السادة المتميز بتقبله للتذهيب، وييسر استواء وجهه ثبات الذهب عليه، وقد طبعت الأشرطة الزخرفية في اتجاه السُّدى، وكانت عناصر الزخرفة باللون الأسود، واتضح من فحصها مجهريًا أنها مموهة بالذهب على الطريقة التي كانت مستخدمة في العصور الوسطى من حيث وضع المادة اللاصقة، ثم التنظيف، وهو أسلوب عرف في صقلية الإسلامية، وزخرفت بعض أجزائها بالرسوم الحيوانية باللون الأزرق الزهري المكون من أكاسيد المعادن التي لصقت على النسيج بواسطة غراء وضع على سطح القماش، ثم تناول الكاتب التحليل الفني لعناصر الزخرفة القطنية، فوضح خصائص الزخرفة الكتابية المنفذة بالخط الكوفي المورق، وتناول الزخرفة الحيوانية التي تمثل مشاهد قنص استخدم التذهيب واللون الأزرق الزهري في تلوينها، كما تحدث عن الزخرفة النباتية التي اشتركت في هذه المنسوجة مع الزخرفة الكتابية والحيوانية حيث غطت أرضية الأشرطة الكتابية وفصلت ما بين مشاهد القنص في منطقة الزخرفة الحيوانية، وأوجز التصميم الفني، وانتهى لى ضوء ذلك إلى نسبة القطعة المدروسة لى صقلية الإسلامية.
|