العنوان : الخلفاء الامويون من افتتاحياتهم وصاياهم: الفرع السفياني
المؤلف : حامد غنيم ابو سعيد التنصنيف : البحوث

ظهرت ملامح تقليد صار بعد ذلك نهجًا متبعًا لدى الكثيرين ممن تعاقبوا على منصب الخلافة الإسلامية، يتمثّل في الخطبة الافتتاحية التي كان يستهل بها الخليفة عهده، والوصية أو الوصايا التي كان يخلفها في نهاية مرحلته، وينقسم خلفاء الدولة الأموية من حيث الأب الذين ينتمون إليه إلى فرعين: الأول هو الفرع السفياني، نسبة إلى أبي سفيان بن حرب بن أمية، والثاني الفرع المرواني، نسبة إلى مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، ويلتقي الفرعان في الجد الأعلى أمية بن عبدشمس بن عبدمناف. وقد قدم الفرع السفياني للدولة الأموية ثلاثة خلفاء أولهم معاوية بن أبي سفيان، وثانيهم ابنه يزيد، والثالث هو معاوية بن يزيد بن معاوية، وأكثرهم إثراء في مضمار الافتتاحيات والوصايا هو معاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة، وباني مجد الأسرة الأموية، وهو في هذا الميدان معلم وصاحب مدرسة سياسية لا يقتصر تأثيرها الفرع السفياني أو الدولة الأموية فحسب، بل يمتد حتى يشكل معلمًا سياسيًا بارزًا في تاريخنا الإسلامي على امتداده الطويل. وقد خلف لنا معاوية افتتاحية ووصيتين ضمتا مجموعة من الوصايا، ويعد هذا التراث بحق من عيون الفكر السياسي لرجل دولة من طراز فريد، وقد رسم في افتتاحيته منهجه في الحكم وأسلوبه في التعامل. وقد قدم في أوّل عهده بالخلافة المدينة المنورة، وقصد المسجد، وعلا المنبر وحمد الله، وأثنى عليه، وألقى خطبته. ومن تحليل افتتاحية معاوية رأى الكاتب أنها تقوم على أربعة عناصر أساسية، يشكل كل منها وحدة عضوية في بنائها وتكاملها، وأبرز معاوية في العنصر الأول حقيقة العلاقة بينه وبين أهل الحجاز كما رآها هو، وكما سجلتها أحداث التاريخ، وفي العنصر الثاني حدّد معاوية مكانته إلى جانب مكانة ثلاثة من الخلفاء السابقين، أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، وفي العنصر الثالث عرض معاوية سياسته بوضوح وبلا مواربة، واقتصر العنصر الرابع على تحذير معاوية لمستمعيه من الإقدام على عمل يؤدي إلى الفتنة، ويفرق كلمة المسلمين، ثم حلّل الكاتب وصيتي معاوية، ودرس شخصيته من خلالهما، ودرس افتتاحيات يزيد، وانتهى إلى أنه لم يقتد بأبيه.

البحث فى المجلة