تناولت المقالة انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في عسير وتهامة واليمن، ورجع الكاتب للمخطوطات والمطبوعات ومقالات الدوريات التي تطرقت للموضوع. وقد استهلّ بعرض حالة الحياة الفكرية والأدبية جنوبي الجزيرة العربية قبيل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، واستجابة كثير من علماء تهامة واليمن للدعوة السلفية. وتتبع الكاتب أخبار الدعوة السلفية في عسير، وأشار إلى اختلاف المصادر حول تحديد ظهور الدعوة السلفية فيها، واتفاقها جميعًا على ذكر مسارعة أهل عسير إلى قبولهـا. وكانت نجران من أكثر أجزاء المنطقة معرفة بالظهور الفعلي للدعوة فيها عام 1189هـ/ 1775م حين غزت بعض قبائل نجد بدو نجران، وقبلت قبيلة وادعة وقبائل العجمان الدعوة، وكانت مدينة طبب في عسير بيت الإمارة، ومعقل الدعاة السلفيين. ثم كان ظهور الدعوة بين قبائل خثعم وبني تغلب عام 1196هـ/ 1781م، وغزا أهل نجد بيشة عام 1209هـ/ 1794م، وقحطان عام 1210هـ/ 1795م، وشهدت شهران منذ عام 1211هـ/ 1796م غزوات السعوديين المتكررة. وعرفت قبائل غامد الدعوة منذ عام 1212هـ/ 1797م. وقد شهدت تهامة في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري يقظة علمية، وعاش فيها عدد وافر من العلماء، وظهرت الدعوة في معظم مدنها متأخرة تأخرًا نسبيًا، وكان أشهر مواطن ظهور الدعوة السلفية بتهامة رجال ألمع وبارق والمخلاف السليماني، حيث حظيت الدعوة السلفية بتأييد علماء آل بكري برجال ألمع، إذْ سارعوا إلى قبولها ونصرتها وقد كان اتصالهم بالدرعية مبكرًا منذ عام 1177هـ/ 1763م. ومنذ عام 1215هـ عاضد علماء آل الحفظي أمراء عسير السلفيين، وشرعوا في نشر مبادئ الدعوة السلفية في جهاتهم. وقد بدأ ظهور الدعوة السلفية في مدن المخلاف السليماني في عام 1215هـ/ 1800م، وكان قبول أمراء المخلاف السليماني للدعوة عام 1217هـ/ 1802م. وفي اليمن تعد صنعاء أقدم مدن جنوبي الجزيرة العربية معرفة بظهور الدعوة السلفية، ولم تصلها جيوش الدعوة، والغالب على مدن اليمن أن ظهور الدعوة السلفية فيها قد نشأ عن طريق العلماء.
|