دراسة لعلاقة بريطانيا بالملك عبدالعزيز رحمه الله في الفترة الممتدة من دخوله الرياض سنة 1902م حتى توقيع اتفاقية جده سنة 1927م، للكشف عن تطورات هذه العلاقة وظروفها ومظاهرها، وقد رُجِع فيها إلى المصادر العربية والإنجليزية المتصلة بتاريخ المملكة العربية السعودية وسيرة الملك عبدالعزيز. وقد ذكر الباحث أن الملك عبدالعزيز قد عرف علاقة الدول الكبرى بالأحداث في شبه الجزيرة العربية، وأثر بريطانيا في الأوضاع السياسية في منطقة الخليج العربي لأنها كانت تعدها حلقة وصل مع شبه القارة الهندية الخاضعة للنفوذ البريطاني، وكانت المنافس الوحيد للدولة العثمانية في المنطقة، فرأى من الحكمة الاتصال ببريطانيا والحصول على تأييدها، ولما فكر في ضمّ الإحساء بادر لمقابلة المندوب البريطاني بالبحرين وإخباره عن الرغبة في ضم الإحساء للدولة السعودية للتحقق من دعم بريطانيا لدفع أخطار وقوع أي غزو بحري تركي محتمل ضده، ولم تبد حكومة لندن تشجيعًا لهذه الفكرة، ثم أرسل مساعد بن سويلم سنة 1906م لبحث الفكرة ثانية، ثم نوقشت مع الكابتن البريطاني شكسبير سنة 1911م الذي زاره لمعرفة الحقائق والأوضاع في منطقة نجد، ولم يعط هذا الكابتن أي تّعهد،ط فقرَّر الزحف على الإحساء بغض النظر عن موقف الإنجليز وتمكن من ضمها للدولة السعودية. ومع بداية وقائع الحرب العالمية الأولى أرادت بريطانيا كسب تأييده ضد الأتراك، ثم وقعت معاهدة دارين أو القطيف أو العقير التي اعترفت بريطانيا فيها بعبدالعزيز أميرًا على نجد والإحساء وتعهدت بمده بالمساعدات المالية والعسكرية شريطة عدم قيامه بالاتصال بأية دولة أخرى أو عقد معاهدات إلا بموافقتها، ولما في ذلك مساس بسيادة الدولة السعودية، سارع إلى إلغائها في اتفاقية جدة سنة 1927م التي اعترفت فيها بريطانيا بعبدالعزيز ملكًا على الحجاز ونجد وبحقه في عقد المعاهدات مع الدول الأخرى. وقد درست ظروف عقد هذه الاتفاقية وأهميتها ونتائجها وما أعقبها من أحداث تؤكد سيادة الدولة السعودية
|