يتناول الباحث الهجرة من مدن جنوب غرب المملكة وإليها، ويهدف إلى دراسة ملامح التغير الناتج عن هذه الهجرة، ويعتمد الباحث إلى بيانات الإحصاء السكاني لسنة 1394هـ/ 1974م، ودراسات الشركات الاستشارية المكلفة من الدولة بتخطيط المنطقة المدروسة، وقد عرّف الباحث بمنطقة جنوب غرب المملكة التي تقع بجوار البحر الأحمر فيما بين خط الحدود السعودية اليمنية جنوبًا وحتى نهاية حدود إمارة الباحة شمالاً، وتشمل أقاليم تهامة وجبال السروات والهضاب التي تليها شرقًا، وتبلغ مساحتها نحو (135000) كيلاً مربعًا، بما يعادل (6%) من مساحة المملكة، وتضم أربع وحدات إدارية هي إمارات جازان، وعسير، والباحة، ونجران، ويعيش فيها نحو مليون ونصف مليون نسمة موزعين على (9425) مدينة وقرية، وتتركز الزراعة فيها على السفوح العليا للجبال وأحواض الوديان، والمدن في هذه المنطقة صغيرة، وقد ناقش الباحث الدوافع الجديدة لهجرة السكان من مدن جنوب غرب المملكة وإليها، والآثار الناجمة عن الهجرة خاصة نقص القوى العاملة في قطاع تربية الحيوان والزراعة، وتزايد استخدام العمال الزراعيين الأجانب، وتغير الأنماط الاجتماعية في الإمارات المدروسة، وتواصل ارتفاع مستوى الحياة في المدن، وزيادة عوامل جذب للقوى العاملة في شتى مجالات الإنتاج والخدمات، وبروز مشكلات في مجالات الإسكان، والمواصلات، والصحة، والتعليم، والرعاية الاجتماعية، وحوادث المرور، والبطالة المقنعة، وزيادة العناية بالمدن والنهوض بها، ثم تناول الباحث التخطيط لمواجهة مشكلات الهجرة، والذي يتجاوز البرامج والمشروعات والإجراءات العلاجية الوقتية، بل يشمل أيضًا المشروعات الوقائية بعيدة المدى على المستويين المحلي والوطني، ويشير الباحث إلى ضرورة تدارك وضع الهجرة الريفية إلى المدن بإصلاح أحوال الريف والبادية والنهوض بمستوى سكانهما، ووجوب إيجاد تخطيط إقليمي شامل للمدن والقرى بصورة متكاملة
|