النص الذي تناوله الكاتب منقوش على لوحة معدنية بالخط البارز بالعربية الجنوبية، وأبعادها 53-15-3.1سم، وامتازت حروفه بالدقة والتنسيق، وتضم اللوحة أحد عشر سطرًا، ويشتمل السطر الكامل على 21-26حرفًا، وينتهي الجزء العلوي والسفلي للنص بزخرفة من خطوط أفقية متقطعة، وقد عثر عليها في عسير التي تعد من المواقع الأثرية المهمة في الجزيرة العربية، وكان لها تأثيرها في عهد سبأ وحِمير، وقد وجدت اللوحة في قلعة وأُهديت إلى صاحب السمو الملكي أمير منطقة عسير الذي أهداها لدارة الملك عبدالعزيز. وقد وصف الكاتب اللوحة والنص، وأوضح أنه كان هناك كسر متشابهة في زواياها الأربع، مما يشير إلى نزعها من جدار كانت مثبتة عليه، وقد غطاها صدأ كثيف. وأورد الكاتب المادة المسجلة في كل سطر من سطور اللوحة، وهناك أجزاء مفقودة من اللوحة، ولهذا فقد قدّم الكاتب الترميم المقترح للحروف المفقودة من جانبي اللوحة، وسجل النص بالعربية الفصحى، ثم أورد تعليقًا على كلمات النص وحروفه، وقدّم شرحًا للمادة المنقوشة يفيد أن شكر ومعد قدما للإله القطاف الأولى من الثمار والعشر المترتب على الأملاك تقربًا عن أنفسهم وأهليهم. ورأى أن هذا النص هو أول نص عثر عليه في عسير، وله خصائص لغوية تستحق البحث، كما أضاف مدينتين إلى المعجم الجغرافي القديم للمنطقة هما رنط وضرم، ومن أوجه أهمية النص الأثري المدروس أن مقدمته قد ذكرت أفراد القبيلة بوجه عام مع التركيز على ذكر الإخوة والأولاد والعبيد، علاوة على ذلك فقد سجّل نص الالتزام الديني بأن جعل المتقرّبون أملاكهم وما قدموه في حماية الآلهة لتدرأ عنها شر المخربين والعابثين، وكانوا قد قدموا عشر قطافهم ضريبة للمعبد. وقد ذكر النص اسم الملك يدع أب نيجل، وأورد المؤرخون فترة حكم هذا الملك ما بين سنتي 250-300 ق.م وهي فترة شهدت ازدهار دولة قتبان والرخاء الاقتصادي في جنوب الجزيرة العربية.
|