تناول الكاتب وضع الأسرة في المجتمع الإسلامي في صدر الإسلام لتوضيح علاقاتها والقضايا المختلفة المتعلقة بها من خطبة وزواج ومهور واحتفاء بالزواج ونفقته، وأهداف تكوين الأسرة، والطلاق ومسبباته. وقد رجع إلى كتاب الله العزيز، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وكتب التاريخ والأخبار. وبدأ ببيان أحوال الأسرة في العصر الجاهلي، وفي عصر الإسلام الذي اهتم بالأسرة وتنظيم شؤونها، وحيث كان ولاة الأمر منذ زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده يراعون ما أقره الإسلام بحق الأسرة. وتناول خطبة النكاح وإمكان رؤية الخاطب للمخطوبة، أما بالنسبة إلى الصّداق فإن الشرع قد حفظ للمرأة حقها فيه وشجّع على عدم المغالاة فيه والإعانة عليه عند الحاجة، أما بالنسبة إلى حفل الزواج فقد رخّص الرسولصلى الله عليه وسلم في الغناء في العرس، وعندما تزوج صفية أقام وليمة. وقد تناول النفقة وبيّن رأي الشرع في أن على الزوج ما لا غنى لامرأته عنه من نفقة وكسوة وسكن، غنية كانت أم فقيرة. ثم تطرّق إلى عمل الزوجة في البيت، وإلى أهداف تكوين الأسرة، ووجوب طاعة الزوجة للزوج، وإلى بناء الأسرة على أساس من الإيمان وعقيدة الإسلام؛ كما تطرق إلى إنجاب الأولاد، وأوضح أن الأسرة الإسلامية تميزت بكثرة الأولاد. ثم ناقش قضية الخلاف بين الزوجين، وكذلك تعدد الزوجات. وفي دراسة لعدد من التراجم وجد أن نسبة الرجال الذين تزوجوا أكثر من واحدة بلغت ثمانية وعشرين بالمئة، ووجد أن غالب من تزوج بأكثر من واحدة تزوج باثنتين، ثم يليه من تزوج بثلاث، فأربع. وانتهى الكاتب إلى أن الإسلام قد نظم تعدد الزوجات، وحدّده، وألغى الإيلاء والظهار، وأقر الطلاق، وأقام العلاقة بين أفراد الأسرة على أساس عقدي.
|