تناول الكاتب تاريخ المدرسة الإسلامية التي أسسها في مكة المكرمة 1304هـ/ 1886م الشيخ عبدالخالق محمد حسين البنقالي، مستهدفًا توضيح ظروف بنائها وأهدافها ووقفها وتنظيمها، وقد رجع الكاتب إلى التقارير والوقفيات المتصلة بالمدرسة، وتعد هذه المدرسة ثالث مدرسة أهلية حديثة تم تأسيسها في مكة المكرمة بعد المدرسة الصولتية، والمدرسة الفخرية العثمانيتين، وقد خصص لها مؤسسها في البداية دارًا مناسبة قرب المسجد الحرام، ثم بنى لها دار كبيرة في محلة المسفلة وأوقفها على المدرسة في السنة التالية لتأسيسها، ثم اشترى عددًا من الدور الصغيرة المجاورة لها وأوقفها على المدرسة، وخصص ريعها للإنفاق عليها، يضاق إلى ذلك ما كان يبذله من ماله الخاص لتصريف شؤونها واستمرار الدراسة فيها، وقد اشترط مؤسسها في وقفيته لها أن تكون النظارة على المدرسة وأوقافها بعد وفاته أولاً لابنه محمد، فإذا انقرضت ذريته تؤول النظارة "لأهل الحيثية والمكانة من القاطنين في مكة المكرمة"، وكانت تصل المدرسة معونات مالية من أهل الخير، ومن مسلمي الهند خاصة كالشيخ دولا بينباري البنقالي الذي تبرع بدار كبيرة كان ينفق من إيجارها على المدرسة سنة 1306هـ/ 1888م، وكانت المدرسة شبه ابتدائية ودرّست علوم القرآن الكريم، والقراءة، والخط، والحساب، ومبادئ الفقه الإسلامي، دون أن يكون لها برنامج محدد لنقص خبرة القائمين عليها، وتوفي مؤسسها سنة 1332هـ/ 1914م وتولى الإشراف بعده على المدرسة ابنه الذي أساء التصرف في تدبيرها وإدارة أملاك أبيه وأمواله، فنهض الشيخ عبدالستار أبو طالب لإدارتها وتحول اسمها إلى "دار الفائزين" وتطورت بعد سنة 1338هـ/ 1919م في تنظيمها ومناهجها، إلا أن الإقبال على التسجيل فيها قلّ فيما بعد مما أدى إلى إغلاقها سنة 1372هـ/ 1952م.