درس الكاتب معالم الصورة الفنية في شعر البطولة في معلقة عنترة بن شداد العبسي، لتوضيحها من خلال دراسة السياق الموضوعي والسياق الفني لذلك الجزء المتألّق من القصيدة المتصل بحديث البطولة والفتوة والفروسية، والنظر في توثيق النص الشعري لها بالبحث عنه في مظانه المعتمدة، ومقابلة رواياته فيها من حيث عدد الأبيات، ثم من حيث ترتيبها لاكتشاف مصدر الاضطراب الذي أصاب النص الشعري للقصيدة. وقد وجد الكاتب أن الاضطراب الذي أصاب النص من عدة وجوه تجسّد في التقديم والتأخير الذي أصاب أبيات النص الشعري تارةً، وفي غياب أبيات بعينها منه تارةً أخرى، وفي اختلاف عدد الأبيات بين مصادر الرواية تارة ثالثة؛ فمثلاً كانت أبيات الحرب والبطولة في الديوان المحقق لشعر عنترة المنشور سنة 1970م سبعة وعشرين بيتًا، وقد أسقط الكاتب منها الأبيات الرابع والستين إلى الثامن والستين لأنها تتحدث عن رسول عنترة إلى عبلة، وبلغت أبيات هذا المضمون في "جمهرة أبي زيد القرشي" أربعين بيتًا ضمت الأبيات الرابع والخمسين إلى الرابع والتسعين، وأسقط الكاتب منها الأبيات الحادي والسبعين إلى الرابع والسبعين للسبب المذكور آنفًا. لكن الزوزني في شرح المعلقات السبع أورد من الأبيات المدروسة ستة وعشرين بيتًا أصابها شيء من التقديم والتأخير بمقارنتها بما في الديوان المحقق لشعر عنترة. ثم أشار إلى أن جملة لأبيات التي أضافها محقق ديوان عنترة في الهوامش إلى أبيات الحرب والبطولة قد بلغت خمسة وعشرين بيتًا، كما أشار إلى أن ترتيب الأبيات المدروسة في الديوان المحقق فيه اختلاف غير قليل عن الترتيب عند الزوزني والأنباري وأبي زيد. وخلص إلى أن النص الشعري المدروس قد أصابه الاضطراب في غير موضع منه بسبب التقديم أو التأخير في أبياته، مما أفسد سياق الأحداث فيه، وأخلّ بالترتيب الموضوعي لها، والخلل في حذف بعض الأبيات أو إضافة أبيات أخرى مما أحدث تخلخلاً في النص الشعري. وقد بذل الكاتب جهدًا طيبًا في إعادة بناء النص الشعري المدروس وتحليله .
|