يتابع الكاتب دراسته لنشر كتب التراث الجغرافي وتحقيقها بعد توحيد الجزيرة، ويستهل بتناول كتاب الأماكن لمحمد بن موسى الحازمي الهمذاني المتوفى سنة 584هـ، والذي قام بنشره حمد الجاسر في حلقات على صفحات مجلة العرب بعنوان: "ما اتفق لفظه وافترق مسماه"، وبدأ نشر الحلقات في المجلد الرابع عشر لسنة 1399هـ/ 1979م، وتجاوزت سبعًا وخمسين حلقة اطلع عليها الكاتب، وقد بذل حمد الجاسر عناية كبيرة في نشره، وضبط كلمات النص وكلمات الهوامش ضبطًا كاملاً، وراجع الجاسر المواد في كتاب الحازمي على الكتب ذات العلاقة وفي مقدمتها كتاب ياقوت، وكتاب البكري، وكتاب الهمذاني بلاد العرب وكتاب المناسك المنسوب إلى الحربي، وكذلك كتب التواريخ والسير والرجال وكتاب الأغاني، وأورد الجاسر تحقيقات تناولت تصحيح ما ورد في الكتاب من أخطاء، وحاول ربط هذه المواضع بمسمياتها ومواقعها في العصر الحديث. وعني الجاسر بأبحاث أبي علي الهجري في تحديد المواضع، وأصدر بذلك عملاً مستقلاً بعنوان: أبو علي الهجري وأبحاثه في تحديد المواضع سنة 1388هـ/ 1968م، وكان الهجري على صلة قوية بالأمكنة. ثم تناول الضبيب كتب المنازل وطرق الحج، وتطرق إلى جهود حمد الجاسر في معالجة كتب المنازل التي عدّها من روافد الدراسات عن جغرافية جزيرة العرب، واتضح اهتمامه هذا بإعادة نشره لكتاب عبدالقادر بن محمد الجزيري الموسوم بعنوان: الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة، وتناول الضبيب نشر حمد الجاسر لكتاب: البرق السامي في تعداد منازل الحج الشامي، لمحمد بن طولون الصالحي في مجلة العرب، وأوضح الجاسر أن هذا الكتاب أوفى ما رآه من كتب عن وصف طريق الحج من دمشق إلى مكة المكرمة. وتناول الضبيب كتب الرحلات وتطرق لما نشره حمد الجاسر من أدب الرحلات الخاص بالحج ولاحظ اقتصاره على ما تعلق بالجزيرة العربية، وتصحيحه لبعض أسماء الأماكن أو المعلومات.
|