يدرس الباحث المصطلحات النحوية التي استخدمها ابن قتيبة الدينوري فيما وصل إلينا من مؤلفاته، آملاً أن تثري هذه الدراسة ما كتب عن المصطلح النحوي وعن النحو الكوفي خاصة، وقد رجع إلى جل تراثه وإلى كتب تفسير القرآن وتأويله. وبدأ بالتعريف بسيرة أبي محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة المروزي الأصل الكوفي المولد المعروف بالدينوري، ثم تناول ألقاب الإعراب والبناء، ونسبة بعضها إلى الخليل بن أحمد، وموقف كل من البصريين والكوفيين من تخصيصها، أما المصطلح في مسائل النحو فقد تميز استخدام ابن قتيبة له بخلوه من التعصب لآراء مدرسة معينة، واستعرض تعريفه للحرف وحروف الصفات، والضمير والكناية، والفعل المتعدي والفعل الواقع والتمييز والصفة والبدل والمصدر والنفي والصلة، وهناك مصطلحات أخرى وردت في كتابات ابن قتيبة، ومنها ما هو بصري كالحال والظروف، وقد جرى في اسم المرة والهيئة على استعمال سيبويه لهما، ومنها ما هو كوفي كاستخدامه فعل الفاعل للمصدر، وقد استخدم سيبويه اسم الفاعل واسم المفعول، لكن ابن قتيبة قد استخدم مكانهما الفاعل والمفعول، وقد استخدم ابن قتيبة المستقبل للمضارع، وتابع الكوفيين في تقسيم الفعل، ولم يستخدم مصطلحًا محددًا لصيغ المبالغة بل فسرها تفسيرًا، كقوله: الصدّيق الكثير الصدق، كما يقال: فسّيق وشرّيب وسكّير إذا كثر ذلك منه، وإذا دام منه الفسق والشرب والسكر، ووزن مفعال يكون أيضًا لمن دام منه الفعل وكذلك كل اسم يكون على وزن فعول أو فعال وفعيل، ومن المعلوم أن سيبويه قد أطلق على هذه الصيغ المبالغة.
|