تناول الكاتب سقوط دولة بني أمية، مستهدفا بيان دور الأسلوب الذي اتبعوه في تعاقبهم على منصب الخلافة، وفقدان الأسس والضوابط المنظمة لهذا التعاقب مما أدّى إلى تقويض سلطاتهم، ورجع إلى مصادر تاريخ الدولة الأموية والدراسات التي تناولته. لقد اتبع بنو أمية في تعاقبهم على منصب الخلافة نظام ولاية العهد، وذلك بأن يعهد الخليفة بمنصب الخلافة من بعده لأحد أبنائه، أو إخوانه، أو أبناء عمومته شريطة أن لا يتجاوز هذا العهد الأسرة الأموية،وكان معاوية بن أبي سفيان أول من طبق نظرية ولاية العهد في تاريخ الإسلام، حيث عهد بالمنصب إلى ولده يزيد، وهذا إلى ولده معاوية فلما توفي وقعت أزمة فاجتمع بنو أمية في »مجلس الملأ«، وأبدى مروان بن الحكم رغبته في تولي منصب الخلافة، ثم عهد إلى اثنين من أبنائه لخلافته هما عبد الملك وعبد العزيز، وبعد وفاته تولى منصب الخلافة ابنه عبدالملك، فقام بأخذ البيعة لابنه الوليد، وخلف سليمانُ الوليد، وأشار الفقيه رجاء بن حيوة الكندي على سليمان أن يولي عهده إلى ابن عمه عمر بن عبد العزيز، الذي بويع بعده ليزيد بن عبد الملك، ثم لهشام بن عبد الملك الذي حاول خلع الوليد بن يزيد لأنه طمع أن تكون ولاية العهد لابنه مسلمة بن هشام لكنه لم يفلح، وبويع للوليد بن يزيد بالخلافة بعده فحاول أخذ البيعة لولديه مستبعدًا بني عمومته فتآمروا عليه وقتلوه عام 126هـ/742م مما أسهم فيما بعد في إضعاف الخلافة وهوانها وتصدع البيت الأموي حتى دخل العباسيون دمشق وقتلوا مروان بن محمد بن مروان بن الحكم وولديه عام 231هـ منهين بذلك العهد الأموي . وهكذا قاد الاختلاف في البيت الأموي والطمع في منصب الخلافة، وغياب ضوابط ولاية العهد إلى ضياع ملك الأمويين.
|