استجلى الباحث وظيفة اللغة في قص السباعي، وأظهر علاقاتها بالحدث، وما أدته في بناء القصة، وهدف الباحث إلى بيان أنواع استخدام اللغة، وتفسيرها بتحليل نماذج من قصص السباعي، وعمد إلى دراسة اللغة للكشف عن وظفتها في فنه القصص، وكيف تحرك الحدث ويتحرك بها، ذلك أن اللغة تتخلق في رحم حكاية الحدث الإنساني، فاللغة مكتنز الرؤية الإنسانية لموقفها من العالم حولها من خلال ما تحمله من رموز وأمثال واستعارات وتعبيرات. وقد استهل بعرض الدراسات السابقة التى عرضت لقصص الرواد في المملكة العربية السعودية بوجه عام، وقصص أحمد السباعي بوجه خاص كدراسات بكري شيخ أمين، ومحمد صالح الشنطي، واتضح من العرض اتفاق الباحث مع دراسي قصص السباعي في أنها تظهر الاهتمام بصياغة اللغة، والعناية بتلوين الموصوف بالصور البيانية، واستيحاء صياغة الأسلوب التراثي، وما ذاع من الأساليب الأدبية في العصر الحديث كأسلوب جبران، والرافعي، وطه حسين، غير أنه سعى إلى إيجاد تفسير لها ينبع من السياق الثقافي، ومن فاعلية الصنيع اللغوي لدى أحمد السباعي الذي تمثل في جوانب هي: الاعتماد على التصوير الشاعري؛ إذ يوجد في قصص السباعي حضورا وانصرافا إلي هذا التصوير، وإن التعبير يرتقي مع بناء اللغة، ويصوغ السباعي من تفكير إنسان القصة صورة واعية تتكئ على التاريخ. كما في قصته«بين قرى الطائف» وناقش الكاتب جانب المزاوجة بين التصوير البياني والتقرير من خلال تناول قصة السباعي «متى يستقيم الظل» التي عنيت بتحليل موقف الشخصية الرئيسة ومن تلتقي به، ورؤاها في لغة تقترب من لغة التقرير في غالب بنائها، ولم يرد الوصف الشاعري للمكان والأشياء في القصة إلا في مواقف محددة؛ أي أن السباعي يوظفه عند الحاجة إليه في بناء القصة. وناقش الباحث اعتماد السباعي على سرد المتكلم من خلال النظر في قصته «خالتي كدرجان» وهي عن عانس جرى إعلان الموقف من حالها التي صاغها البناء القصصي عبر كلمات يسيرة علي لسان بعض شخصيات القصة، التي نجد فيها حضورا قويا لفاعلية الرواي في نسيج الأحداث، وسرد الحكاية. وعالج الباحث اتخاذ العامية سببا لنقل مشاهد الحوار في بعض قصص السباعي من خلال ما لجأ إليه السباعي من مطابقة بين الشخصية في بساطتها، وحياتها اليومية، وما تنطق به، فيجعل الحوار بالعامية لأبطال قصصه الشعبيين كما في قصته «بعد أن طاب السفرجل».
وانتهى إلى أن السباعي يوظف العامية لحيويتها حين يلتصق القول بالشخصية في حوارها الذاتي.
|