العنوان : التركيب العمري والنوعي لسكان المملكة العربية السعودية
المؤلف : رشود بن محمد الخريف التنصنيف : البحوث

تناول الباحث التركيب العمري والنوعي لسكان المملكة العربية السعودية لأبعادهما، نظرًا وتأثيراتهما الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية، وهدفت إلى التعرف على سماتهما وإبراز الفروق فيهما بين مناطق المملكة، والتعرف على مستقبلهما وارتباطاتهما بعوامل الخصوبة والوفيات والهجرة، وقد تصدرت الدراسة مقدمة وضحت خلفية الدراسة وغايتها، ثم استُعرضت أدبيات الدراسة بالعربية والإنجليزية، إضافة إلى دراسات التركيب العمري والنوعي لسكان المملكة العربية السعودية للصالح، والرويثي، والمطري، والبدر، والسرياني. ثم تناول مصادر بيانات الدراسة وأوضح إجراءات البحث، وبيَّن اعتماد الدراسة علي بيانات التعدادين السكانيين لسنتي 394هـ و 1413هـ، كما بيّن الأساليب والمقاييس المستخدمة في الدراسة خاصة حساب العمر الوسيط. وأخذت فقرات التحليل ومناقشة النتائج معظم مساحة الدراسة؛ وأبرز ما شهدته المملكة من النمو السكاني المرتفع ما بين سنتي 1394 و 1413هـ نتيجة للنمو الاقتصادي والتحسن في مستويات المعيشة والخدمات الصحية وغيرها، حيث ازداد سكان المملكة من نحو سبعة ملايين نسمة سنة 1394هـ إلى نحو سبعة عشر مليون نسمة سنة 1413هـ؛ وواكب هذه الزيادة السكانية خلال العقود الثلاثة الماضية زيادة في العمالة الوافدة؛ واتضح من الإحصائيات أن نسبة السكان السعوديين وصلت إلى نحو 73% من إجمالي السكان في سنة 1413هـ، في حين بلغت نسبة غير السعوديين 27%؛ ويمثل السكان غير السعوديين ثلث إجمالي السكان تقريبا في كل من مكة المكرمة والرياض، وأكثر من الربع في المنطقة الشرقية، ولا تتجاوز نسبتهم 17% في كل من جازان وحائل والجوف وعسير وتبوك. وبالنسبة للسمات العمرية، فقد كشفت الدراسة عن تميز المجتمع السعودي بفتوته حيث وصلت نسبة صغار السن إلى نحو 42% من إجمالي السكان نتيجة لارتفاع مستوى الخصوبة في المملكة، ولوحظ ارتفاع نسب الذكور في أغلب الفئات العمرية في سنتي 1394هـ ، 1413هـ، وطروء انبعاج في الهرم السكاني في عام 1413هـ في جانب الذكور نتيجة لتركيز العمالة الوافدة في الفئات العمرية من سن 25 إلى 39 سنة، وتلاشي الانكماش عند الفئة العمرية من سن 55 - 59 سنة في الهرم السكاني لسنة 1394هـ. كما لوحظ أن التركيب العمري والنوعي لإجمالي السكان على مستوى المناطق الإدارية قد شهد تغيرات متفاوتة من منطقة إلى أخرى تبعا لظروفها والهجرة منها وإليها. وتصل نسبة صغار السن إلى نحو 50% في جازان ونجران، وإلى 39% في الرياض، وإلى 40% في مكة المكرمة والشرقية، ووجدت علاقة ارتباط عكسي ما بين معدل الهجرة الداخلية الوافدة، ونسبة صغار السن في المناطق الإدارية. وترتفع نسبة كبار السن الذين تصل أعمارهم إلى 65 سنة فأكثر في الباحة وعسير وحائل وجازان نتيجة للهجرة الداخلية المغادرة لمن هم في سن العمل منها. ووجد أن العمر الوسيط للسكان غير السعوديين قد وصل إلى ضعف العمر الوسيط للسعوديين على مستوى المملكة نتيجة الاختلاف الكبير بين مجموعتي السكان في التركيب العمري ومستويات الخصوبة، خاصة في نجران والجوف. بالنسبة للتركيب النوعي فقد لحظ ارتفاع نسبة الذكور حيث شكلوا أكثر من نصف السكان نتيجة لهجرة الوافدين خاصة إلى مناطق الجذب؛ ولحظ تفوق نسبة الذكور للسكان غير السعوديين، ووجود وضع قريب من التوازن بين الذكور والإناث في مكة المكرمة والجوف ونجران والمدينة المنورة والقصيم. ويستشرف ازدياد عدد السكان السعوديين إلى عشرين مليونا سنة 2010، وارتفاع نسبة السكان في سن العمل إلى 54%، وارتفاع العمر الوسيط إلى 19 سنة. وانتهى إلى خاتمة وتوصيات حول التخطيط، توفير الاحتياجات والخدمات الطبية والسكنية والمواصلات وغيرها للسكان المتزايدين والمتقاعدين والمعمرين.

البحث فى المجلة