تناولت المقالة الأفكار حول الخيل عند عرب الرولة، وتصنيفهم لأنواع الخيول، واستيراد الخيول وتربيتها، ومعداتها واستخداماتها وأثمانها، والعناية بها ومعالجة أمراضها، وأسمائها، وأهازيج الفروسية. واستهلّ ببيان أهمية الخيول حيث عدّت مصدر قوة ومنعة عند البدو، وهكذا فإنه كلما كثرت خيول قبيلة ما ازدادت قوتها وهابتها القبائل المجاورة، ويصنف عرب الرولة الخيول إلى نوعين : خيول هجينة وأصيلة، والخيول الهجينة لا مكان لها في الصحراء، ومن بين الخيول العتاق التي يقومون بتربيتها غالبًا أمهار السلالات الآتية: كحيلة، وصقلاوية، ودهما، ومعنقبة، وجلفة؛ كما يعدون السلالات الآتية أيضًا أصيلة: حمدانية، وعبية أم جريس، وصويتية، وأم عرقوب. ويعدون كحيلة العجوز أقدم سلالات الخيول المعروفة، ومنها انحدرت السلالات الأخرى، وتسمى المهرة الأصيلة فرسًا، وأصبحت كلمة فرس علما على الخيل بغض النظر عن الجنس، كما سمي الخيّال فارسًا، وتحمل كل فرس أو مهرة سمات معينة تدلّ على قيمتها، والذي يستطيع تمييز سمات الفرس هو القادر على الحكم فيما إذا كانت الفرس أصيلة أم لا. وعندهم أن الفرس الأصيلة آذانها وأرجلها ورقابها طويلة، والكفل أو جذع الذيل قصير، ورسغها ومنخراها وعيناها كبيرة، والمسافة بين ركبتيها الأماميتين عريضة وفسيحة، أما جبينها فناتئ إلى الإمام وصدرها مقوس، وشعر ناصيتها وذيلها وعرفها وصدرها غزير. ويكون لأفخاذ القبيلة الكبرى جميعها حصان فحل لتلقيح الأفراس. وتستخدم الفرس عند القيام بزيارة مخيم مجاور أو استقبال ضيف، أو صدّ هجوم أو شن غارة على إبل الأعداء. وتنال تربية المهرة من البدوي جهدًا كبيرًا، ويبادرون إلى معالجة أمراضها بالمواد والأدوية التي عرفوها. وذكر البدوي الخيل في أغانيه وأهازيجه وأشعاره. وإجمالاً فإن للخيل مكانة مرموقة في حياة عرب الرولة.
|