دراسة لتطور الجيش الإسلامي في العهد النبوي، وقد هدفت إلي توضيح مراحله ومناقشة مدلولاته وانعكاساته على واقع الصراع الإسلامي الوثني. استهلت بتناول تنظيم النبي صلى الله عليه وسلم للجيش الإسلامي من مرحلة التأسيس، وحثه المسلمين على الصبر والثبات عند لقاء المشركين، واستمالته القبائل العربية المحيطة بالمدينة كسبا لتأييدها للمسلمين أو تحييدها، وعقده مجموعة من الموادعات مع بعض القبائل. وعنايته برفع الروح المعنوية للمسلمين، والتأثير في معنويات الخصم. وتناول الباحث حدث الهجرة للمدية المنورة، وأهميته العسكرية بصفته محشدًا للمجاهدين في قاعدة أمنية تمهيدا للنهوض بأعباء الجهاد. ثم تناول تأسيس الجيش الإسلامي ومراحله الثلاث، وهي من الهجرة إلى الخندق، ومن الخندق إلى فتح مكة، ومن فتح مكة إلى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. وبحث في تطور الجيش الإسلامي في كل مرحلة ودلائله. ومن أهم معالم المرحلة الأولى قلة عدد المسلمين القادرين على حمل السلاح؛ إذ لم يصل عددهم إلى ألف مقاتل، ولم يشارك جميع المسلمين في المعارك الكبرى بدر وأحد والخندق، وكان التفوق العددي لصالح قوى المشركين، لكن المسلمين كانوا أقوى بإيمانهم، وقد انتظم الجيش الإسلامي في مواجهاته مع قريش تحت إمرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقاتلوا صفا واحدا لتكون كلمة الله هي العليا، وقد استبعد المسلمون الاستعانة بغير المسلمين في قتال عدوهم، وكانت موادعة القبائل العربية خيارا إستراتيجيا أكثر نفعا من الاستعانة بغير المسلمين في القتال، أما في المرحلة الثانية فينتقل المسلمون إلى دور الهجوم على عدوهم، واستغنى المسلمون عن مشاركة من لم يتغلغل الإيمان في قلوبهم، وانتشرت الدعوة الإسلامية سريعا، وشعرت قريش بقوة المسلمين، ودب الضعف فيها، أما في المرحلة الثالثة فزاد عدد أفراد الجيش الإسلامي إلى عشرة آلاف مقاتل سار بهم الرسول صلى الله عليه وسلم نحو مكة ففتحها الله عليه. واستمر بعث السرايا إلى جهات مختلفة لنشر الإسلام وتأمين حدود دولة المسلمين وإظهار قوة المسلمين، وكانت هذه المرحلة تمهيدا لتوجيه العمليات العسكرية .....
|