دراسة تناولت نشاط الرحالة الأوروبيين إلى الجزيرة العربية في القرن التاسع عشر لاختراق مداخلها وجمع المعلومات عنها لخدمة الأغراض الاستعمارية الغربية، وهدف الباحث إلى تتبع ذلك النشاط وتاريخه والتعريف بأهم الرحالة ومنجزاتهم واتجاهاتهم، وقد مهّد بالحديث عن موقع الجزيرة العربية وجغرافيتها ومساحتها وتضاريسها، ثم تطرق لمساعي الدول الأوروبية في القرنين الأخيرين في اكتشاف أطرافها، وكثرة بعثاتها إليها في القرن التاسع عشر، ومن الرحالة الوافدين في تلك الفترة (ستيزن) (1810م) الذي ذهب إلى جنوب الجزيرة العربية، والسويسري (يوهان فيج بوركهارت) (1814م) الذي زار الحجاز متخفيًا، و(أدولف فون فردي) (1843م) الذي وصل إلى وادي دوغان وبلغ أطراف الربع الخالي، و(جورج والين) (1845م) الذي زار نجدًا، و(ريتشارد بيرتون) (1854م) الذي زار الحجاز متخفيًا مع الحجاج مثل (بوركهارت)، بالإضافة إلى (و. ج. بالجريف) (1862-1863م) الذي قال أنه زار بريدة والرياض والخرج والأفلاج، وغير هؤلاء كثيرون، ثم تناول الكاتب نشاط الرحالة الأوروبيين في الجزيرة ما قبل القرن التاسع عشر، ويجعله مدار اهتمامه في هذه الدراسة، فبدأ بـ (سترابو) الذي رافق حملة القائد الروماني (أوليوس جالاس) لغزو الجزيرة سنة 25 قبل الميلاد، ووصل نجران، لكنه هُزم عند نسكه التي يُظن أنها خربة البيضا الحالية، ثم قام رحالة يوناني آخر في نهاية القرن الأول للميلاد بالطواف حول البحر الأحمر، كما تناول رحلات الأوروبيين في عهد الكشوف الجغرافية، ومنها رحلة (لودفيكو دي فاريتما) البولندي الذي سافر من البندقية إلى القاهرة، فبيروت، وطرابلس، وحلب، ودمشق ثم خروج بزي مملوك مع بعثة لحراسة الحج الشامي، ووصل المدينة المنورة، ومكة المكرمة، ثم ذهب إلى جيزان، واليمن ووصف ما شاهده بدقة، وتتتابع الرحلات ويفد المتخصصون من المستشرقين ومنهم (كارستن نيبور) الذي زار اليمن، والمشيخات، والأحساء وكتب عنها بدقة وعمق.
|