يمتد حوض النفود الذي أخذ اسمه من صحراء النفود في الأجزاء الشمالية والشمالية الغربية من المملكة، والجفاف هو الطابع المميز للمنطقة، فكميات البخر والنتح تتفوق كثيرًا على كميات الأمطار الساقطة فيها، الأمر الذي جعل الأثر الفعلي للأمطار ضئيلاً، من هنا فإن حوض النفود لا يعتمد على الأمطار الساقطة عليه في توفير الاحتياجات المائية، من هنا تظهر أهمية المياه الجوفية التي هي مصدر رئيس للمياه في الحوض، وتأتي هذه الدراسة لتكشف النقاب عن الدور الذي يمكن أن تؤديه المياه الجوفية للحوض حاضرًا ومستقبلاً، وقد رجع الباحثان إلى التقارير والبحوث الجيولوجية، والمائية، والزراعية، والجغرافية المتصلة بمكان الدراسة، وقد أفادا من نتائج المسح الذي أجرته شركة (بارسونز بازل الاستشارية) لمصادر المياه في حوض النفود الكبير خلال الفترة من 1385-1388هـ/ 1965-1968م، ومن نتائج دراسة لعينة من مياه الآبار التي تغطي جميع جهات الحوض المدروس، حصل عليها من ملفات وزارة الزراعة والمياه، وقد بحثا العوامل المؤثرة في المياه الجوفية في منطقة الدراسة من حيث مظاهر سطح الأرض، والتكوينات الجيولوجية، والمناخ بعناصره الآتية: متوسط درجة الحرارة، والرياح الشمالية، والشمالية الشرقية، والشمالية الغربية التي تهب صيفًا على الحوض، والرياح الجنوبية، والجنوبية الشرقية، والشمالية الغربية، والجنوبية الغربية التي تهب عليه شتاءً، والأمطار التي تغذي الخزانات الجوفية السطحية بالمياه، بالإضافة إلى ما تقوم به الأودية والسيول الفائضة بمياهها أثناء سقوط الأمطار من تغذية للخزانات الجوفية الذي يؤثر في مستوى مخزونها تبخر المياه أثناء نزول الأمطار أو بعد نزولها، وتجدر الإشارة إلى أن معظم أمطار الحوض ناتجة عن مرور المنخفضات الجوية العابرة للأجزاء الجنوبية للبحر المتوسط، ويتفاوت توزيع الأمطار مكانيًا كما يتفاوت زمنيًا، ثم درس الباحثان هيدرولوجية حوض النفود الكبير متناولين أحواض التصريف، والتوزيع الجغرافي لخزانات المياه الجوفية، ويشير الباحثان لوجود خزان جوفي كبير جدًا تحت أرض حوض النفود الكبير.
|