العنوان : ابو تمام في صنعته الشعرية
المؤلف : زكريا عبدالرحمن صيام التنصنيف : البحوث

دراسة نقدية تتناول خصائص شعر أبي تمام الفنية من خلال النظر في قصيدته الدالية التي امتدح فيها خالد الشيباني تقديرًا لمواقفه، وعالج فيها موضوعات عدة، عكست خصائص أبي تمام الفنية والنفسية، وتشتمل الدراسة على توضيحات لغوية، وتحليل أدبي، وآثار الصنعة الشعرية في القصيدة، وقد استهل أبو تمام قصيدته بأسلوب تقليدي بذكر الديار والسؤال عن الأطلال، غير أنه لم يترسّم خطى الأقدمين في تعداد مواقع المحبوبة ومتابعة ركبها، وإذا وصف أبو تمام، فقد يتجاوز الجوانب الحسية إلى النفسية، وهذا ما نلمسه في وصف نساء الحي، وذكرياته معهن، وإذا اتخذ بعض الشعراء من آثار ديار المحبوبة سببًا للتسلية وتسرية لهمومهم، فإن أبا تمام يحس بأنها مصدر شر يهيج أحزانه، ويضرب عن بث لواعج الغزل، فيعد العدة لرحلة الجدّ والعمل إلى أبي يزيد الذي يحب زائريه مثل حب الرجل أصغر أولاده فيهش لهم ويبش في وجوههم، فيلتفت إلى ممدوحه ويخبره أنه تجاوز الحد في سخائه، ويصفه أنه كثير العطاء، وهو خير رجال قومه من بني مطر مجدًا وحسبًا، وهم أيضًا قد اعتاد الناس على مدحهم قديمًا وحديثًا لما لهم من أياد بيضاء تستحق الثناء والإطراء حتى غدا المديح من سماتهم، ومن طبائعهم الصبر على الشدائد والشجاعة في موضعها، ثم امتدح جيش أبي يزيد المظفر، ويصف الرماح والرايات الخفاقة يوم الوغى، ثم تناول الكاتب آثار الصنعة الشعرية في القصيدة، ورأى أن أبا تمام قد أفرغ خلالها تجربة عميقة عاش وقائعها، وبذلك فإنه يصدر عن عاطفة صادقة إلى حدٍّ بعيد، وما نراه من دقة افتنانه بشعره ومعاناته في صياغة أسلوبه، يرجع إلى حرصه على توفير كل الإمكانات التي تخدم الصورة اللائقة بنظرته التحليلية للأمور، ولتكون أكثر حركة وحيوية، وتزخر هذه القصيدة بالصور الشعرية الرائعة، وخلص الكاتب إلى أن الشاعر قد استطاع أن يصور نفسية ممدوحه بأجلى صورها.

البحث فى المجلة