يتناول الكاتب اللغة العربية من منظور إعلامي، مستهدفًا بيان خصائصها وأسلوبها وأدواتها كلغة إعلامية، ويعتمد الكاتب في دراسته اللغوية للموضوع على المعلومات المتصلة به في المعاجم والمراجع اللغوية والأدبية والصحافية. ويمهّد الكاتب لدراسته بالحديث عن اللغة بوصفها ظاهرة اجتماعية وعلاقتها بعلم الإعلام اللغوي، ثم تطرق في هذا السياق لعلاقة اللفظ بالموقف الذي يحدث فيه بما فيه من عناصر بشرية وأشياء تيسر علينا فهم اللفظ، ثم تناول اهتمام علماء العرب بدراسة موضوع العلاقة بين اللفظ والمعنى، ثم تناول الكاتب اللغة الإعلامية ومراعاتها للقواعد اللغوية المصطلح عليها، وكذلك السهولة والوضوح والإيجاز والنفاذ المباشر والتأثير والصدق، فقد غدت تجنح إلى تجنب استخدام فضول الألفاظ، والأفعال، والحروف، والصفات، والظروف التي يمكن الاستغناء عنها، حيث تُؤْثر اللغة الإعلامية استخدام الكلمات السهلة القصيرة المألوفة، ثم تطرق الكاتب لتسلّل التعبيرات والأساليب إلى العربية عن طريق الترجمة، مما أفضى إلى شيوع استخدام الجمل الاسمية المستقلة في فنون الإعلام من مقالات، وتحقيقات، ويوميات، وأعمدة صحفية، وقد أوجد هذا الاستخدام فارقًا بين لغة الإعلام ولغة الأدب، ثم تطرق الكاتب إلى مسألة الألفاظ شائعة الاستخدام ودراستها وحصرها وقوائمها وأهميتها، ثم تحدث عن سمات اللغة الإعلامية الشائعة بوصفها لغة اتصال ذات حركية ومرونة في استيعاب منجزات الحضارة والعلوم وواقعية المجتمع المعاصر، وتطرّق إلى العربية الفصحى التي أثبتت على توالي الحقب قدرتها كلغة علم ومعرفة وأدب، ومن الواجب أن نمكّن لها من التعبير الحضاري الشامل للحياة العامة في البيت والمصنع والمتجر والسوق وغيرها حتى يجد الكاتب حاجته منها سهلة المنال، وقد كان للوعي اللغوي في السنوات الماضية أثره في إثراء الفصحى بما يعبر عن المفاهيم والمستجدات، وكان لمجمع اللغة العربية في مصر أثره في هذا الاتجاه، وخلص الباحث إلى أن اللغة الإعلامية المعاصرة قد اكتسبت ما بها من مرونة من امتياز الفصحى بالعمق والتجاوب والمواكبة لمتطلبات الحياة، وكان للصحافة وأجهزة الإعلام دور مهم على اللغة الإعلامية بما فيها من بساطة وسهولة وإيجاز ودقة وجمال.
|