محاضرة ألقاها صاحبها في اليوم الثامن عشر من رمضان عام ألف وثلاث مئة وخمسة وتسعين للهجرة، بمناسبة اليوم الوطني لتوحيد المملكة العربية السعودية على يدي الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -، وقد تتبع فيها بدايات اللقاء التاريخي بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب، وأثر الإمام محمد بن سعود في نشر الدعوة، وبناء وحدة البلاد، وكانت هذه الوحدة ظاهرة باهرة فيما بعد على يد الملك عبدالعزيز، ثم عرض لسيرة الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله -، ودعوته للتضامن الإسلامي، فكان أول من دعا إلى احتضان الجزائر في هيئة الأمم، ودعم قضية تونس، ونصر قضية فلسطين، وقد كان موقفه في الحرب اليمنية حازمًا حاسمًا صارمًا، ثم لما قامت حرب رمضان سنة 1973م كان موقفه قويًا مؤثرًا، حيث أنه لما رأى انحياز الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل، وتزويدها لها بالسلاح، وعدم استجابتها للنداءات الموجهة إليها بالتزام موقف عادل، بادر إلى حظر تصدير البترول إليها، رغم ما كان بين المملكة العربية السعودية من مصالح، لكن بكل الصدق مع الأمة العربية، والوقوف في قضاياها، ومواجهاتها أوقف ضخّ البترول ومنعه، فكان الصدق مقدمًا على المصالح، صدق الوطنية، وصدق الدفاع عن الأرض والعرض، ثم أوضح الأبعاد البارزة للاحتفاء باليوم الوطني، وما يذكِّر أبناء الوطن بما قام به موحّد المملكة وباني كيانها الحديث الملك عبدالعزيز وأبناؤه البررة السائرون على نهجه في إقامة صرح هذه الدولة القوية بعون الله ثم بإيمانها، القوية بوحدتها، القوية بمواقفها المتضامنة مع الدول العربية الشقيقة، من خلال ما تقدمه لها من كل صور العون المادي والمالي حفاظًا عليها ودفاعًا عنها وتمكينًا لها من الصمود والمواجهة لأعدائها.
|