تناول الكاتب الأدب الجزائري العربي الحديث، لبيان تطوره وموضوعاته، وقد رجع للدراسات التي تناول الأدب والشعر الجزائري. وركز على الأدب الجزائري باللغة العربية. وقد كتب الجزائريون باللغة الفرنسية وأبدعوا، وكتبوا بالعربية وأبدعوا أكثر، والأدب الجزائري الحديث المكتوب بالعربية لم يكن أبدًا أدبًا رجعيًا أو رافضًا للتجديد والتطور، وقد شملت مضامينه الدعوة إلى الإصلاح والتعليم والتثقيف والاستفادة من مظاهر المدنية الغربية، فكان لرمضان حمود موقفه من الوزن والقافية، كما كان لسعد الله وغيره من الشعراء الجزائريين المحدثين تجاربهم في الشعر الحر ولم يكن الأدب الجزائري المكتوب بالعربية أبدًا منفصلاً عن الشعب، بل كان أدبًا واقعيًا بأتم معنى للكلمة، وقد بدأ الشعر الجزائري العربي الحديث شعريًا منبريًا خطابيًا أساسه الوعظ والإرشاد، ومضامينه دينية محضة، كثرت فيه الدعوة إلى اليقظة، والرجوع إلى الدين، وسيرة السلف الصالح واقتفاء أثرهم، وكان هذا الشعر لسان حال الحركة الإصلاحية ونادى بمبادئها ودعا إلى تحقيق أهدافها، وكان هدف الشعر المنبري بعث الوعي الشعبي عن طريق الدين والمبادئ الخلقية، وأما الشعر الجزائري ما بين عامي 1925و1936م فيعبر عن روح الفترة وضمير الناس ومشاعرهم وآمالهم وقلقهم وواقعهم الأليم، ثم حمل الشعر شعارات الوحدة والوطنية والتحرر والمجابهة والمقاومة ممهدًا لثورة الجزائر لنيل استقلالها، وواجه الجزائريون المستعمرين فتفجرت قرائح الشعراء والأدباء عن أدب ثوري سجل انتصارات الجزائريين وبشر باستقلال بلادهم وبالحرية وخلَّد الشهداء وضمد الجراح، ومن يتصفح علاقة الأدب العربي الجزائري بحياة الجزائريين يجد أنه دائمًا صدى لها. وقد اتسع مجاله فشمل الأنواع الأدبية المختلفة من شعر ومسرحية ورواية، وانتهى الكاتب إلى أن الأدب العربي الجزائري الحديث جزء لا يتجزأ من الأدب العربي، وقد ساهم في إثرائه على نحو لا يمكن التغاضي عنه.
|