تناول الكاتب سيرة كمال الدين أبي الفتح موسى بن أبي الفضل يونس بن محمد بن منعة بن مالك العقيلي الذي عاش بين سنتي (551و639هـ)، للتعريف بشخصيته وعلمه وفضله وآثاره. وقد رجع إلى كتب التراجم والدراسات عن تراث العرب العلمي. وقد استهل بتوضيح أثر الموصل عبر تاريخها الطويل في رفد الحضارة العربية الإسلامية بالإنجازات الثقافية من خلال ظهور الكثير من العلماء فيها في القرن السابع الهجري خاصة فقد غدت الموصل من أهم المراكز العلمية في العالم الإسلامي، ونافست بغداد ودمشق والقاهرة، ومن أشهر علمائها الذين برزوا في ذلك الوقت كمال الدين الموصلي، وكان والده فقيهًا مشهورًا بالموصل، وكذلك كان أخوه عماد الدين محمد. ويأتي في مقدمة العلوم التي نهل منها الفقه إذ اشتهر بتبحره في الفقه الشافعي ولقب بشيخ الشافعية في الموصل، ودرس مذهب أبي حنيفة، واشتهر بالحديث والتفسير، وكان مرجعًا في الفتاوى، وقد اهتم أيضًا بالتاريخ والأدب والعلوم من رياضيات وفلك وطب وكيمياء، ولم يكن عالمًا باحثًا فحسب، بل امتهن التدريس في العديد من مدارس الموصل ومنها المدرسة الكمالية، والمدرسة العلائية، والمدرسة القاهرية، والمدرسة البدرية، وكان الفقه المادة الأساسية التي درسها في تلك المدارس. وقد تتلمذ على يديه الكثيرون مثل أثير الدين المفضل أبي عمر الأبهري، وموفق الدين عبداللطيف البغدادي، وشمس الدين بن خلكان وغيرهم، وله تصانيف كثيرة، وينفرد ابن أبي أصيبعة في تسجيلها وتضم: كتاب كشف المشكلات وإيضاح المعضلات في تفسير القرآن، وشرح كتاب التنبيه في الفقه، وكتاب مفردات ألفاظ القانون لابن سينا، وكتاب الأصول، وكتاب عيون المنطق، وكتاب لغز الحكمة الذي يرجح أن يكون في الكيمياء، وكتاب الأسرار السلطانية في النجوم. وقد أضاف المستشرق بروكلمان إلى ما سبق من مؤلفاته: رسالة في البرهان على المقدمة التي أهملها أرخميدس في كتابه تسبيع الدائرة، وكتاب شرح الأعمال الهندسية. وانتهى الكاتب إلى أن الموصلى كانت لديه مكتبة كبيرة فيها كتب في شتى العلوم متاحة لطلابه وزواره.
|