تناول الكاتب وصف مدينة مكناس المغربية وتاريخها، مستهدفًا توضيح موقعها، وتأسيسها، وأحوالها منذ ما قبل الفتح الإسلامي، ثم في عصر المرابطين، وعهد الموحدين، وعهد بني مرين والوطاسيين، والعصر الإسماعيلي، والتعريف بمشهوري علمائها وذكرها في الأدب، وقد رجع لمصادر تاريخ المغرب والدراسات المنشورة عنه في الكتب والمجلات المتخصصة. وبدأ ببيان موقعها على هضبة وسط سهول زراعية غير بعيدة عن ساحل المحيط الأطلسي، وسلاسل الأطلس الجبلية الوسطى، واليوم توجد المدينة القديمة التي تمتد نحو أربعين كيلاً، وشرقها المدينة الجديدة المتميزة بعمرانها العصري، وفي عصر المرابطين كانت المدينة في البداية قلعة عسكرية فيها الأحياء الخاصة والأسواق العسكرية، وتركز وجود السكان المدنيين إلى جوار أحياء القطاع العسكري، وقد أحيطت بسور على مراحل في عهد المرابطين لم يتبق منه إلا أنقاض متفرقة، ودخلها الموحدون عام 554هـ، وقد ترك المدينة الكثير من أهلها، ثم أخذت تزدهر الزراعة والتجارة والعمران فيها، وفي عهد بني مرين بذل القوم جهودًا كبيرة للنهوض بالمدينة، وقام السلطان أبو يوسف يعقوب بن عبدالحق المريني ببناء قصبة مكناسة عام 674هـ، كما أنشأ مدرسة الشهود، وبنى فيها الزوايا والقناطر، وعم في عهده الثراء والخيرات، ثم اتخذها المولى إسماعيل عاصمة لملكه في القرن الحادي عشر الهجري وبنى فيها القصور، والمساجد، وغرس الحدائق، والبساتين، وأحاط المدينة بسور، وحكمها ثلاثة وخمسين عامًا، ودعيت بالعاصمة الملكية، ثم أخذت المدينة تضمحلّ إلى أن جاء المولى الحسن فأولاها عنايته. ثم عرّف الكاتب بتسعة من علمائها، وتناول وصفها في أدب لسان الدين بن الخطيب، فهي مدينة خصيبة الأرض، كثيرة الفاكهة، ومقصد الفضلاء، مدارسها وفقهاؤها كثيرون.
|