تناول الكاتب مسيرة الدعوة السلفية التي قادها الشيخ محمد بن عبدالوهاب وانتشارها، وذكر أن الغرض من عرض أحداث الدعوة هو استخلاص العبر والعظات من مجريات الأحداث، وفي مقدمتها أن الإيمان بالمبدأ والثبات على العقيدة من الرواسخ التي تستطيع بها الدعوات الأصيلة أن تنمو وتثمر في نفوس المسلمين وينطبق ذلك على الدعوة السلفية، حيث وجد المسلمون في هذه الدعوة الصادقة الغذاء الروحي والأخلاقي، فكان لها قبول وتأثير في بلدان شتى، وسارت على نهجها حركات إصلاحية كثيرة، وصلحت بها مجتمعات إسلامية عديدة، وقد تطرق إلى الكتابات التي تناولت الدعوة السلفية، ومن بينها كتابات وبحوث عالجت تأثر الدعوات الإصلاحية الإسلامية في تايلند وأندونيسيا بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وأثرها في الفكر الإسلامي في الجزائر، وغرب أفريقيا، وفي فكر محمد أقبال الذي رأى في الشيخ محمد بن عبدالوهاب مصلحًا متطهرًا عظيمًا، وقد لاقى فكر الدعوة السلفية مقاومة في بلاد الهند، وقد كتب عنها هناك الشيخ سليمان الندوي، والحافظ أسلم جيرا جبوري ، وقد قرأ محمد إقبال تلك الكتابات وتأثر بها، وبدا هذا التأثر في كتاباته وأشعاره، ولم يكن علماء المسلمين في الهند وحدهم الذين عرّفوا إقبالاً على حقيقة الدعوة السلفية الإصلاحية، بل كان لأستاذه المستشرق (توماس أرنولد) دور في ذلك، فهو قد عن كتب الدعوة إلى الإسلام الذي حمل تقدير الرجل لصاحب الدعوة السلفية التي أخذ (أرنولد) يتتبع انتشارها وتأثيراتها المباشرة على الحركات الإصلاحية في البنغال وسومطرة وأفريقيا السوداء. وقد استمد محمد إقبال في أشعاره الكثير من المواقف والمشاهد من حقيقة الدعوة السلفية المرتكزة على عقيدة التوحيد الخالص، وقد قرأ إقبال فكر الشيخ، وقرأ ما كتبه عنه شيوخ الإسلام من المصلحين، ونعى فيما كتبه على المشايخ القائمين في عصره على الأضرحة والقبور، وعزا إليهم السبب في تشجيع عوام المسلمين على زيارة الأضرحة ودعاء أصحابها والاستشفاع بهم.
|