مقالة حول التوثيق والوثائق، واستهلها كاتبها بالحديث عن الوثائق واهتمام الباحثين والاختصاصيين بها من حيث حفظها، وترميمها، وتنظيمها، بوصفها مصادر مهمة للمعلومات التي تحتاجها أنشطة البحوث والدرسات التربوية، وقد استخدم مصطلح الوثائق بمعناه الواسع الذي يستوعب شتى أنواع أوعية المعلومات من سجلات ومحفوظات ومخطوطات، ثم تناول الكاتب التوثيق وجهود المنظمات الدولية المبذولة في تطويره كالاتحاد الدولي للتوثيق، ومنظمة اليونسكو وغيرهما، وتطرّق إلى بيان إسهام دور الوثائق ومراكز التوثيق المتخصصة في مختلف البلدان في العناية بالوثائق والتوثيق وحفظ وتصنيف الوثائق بطرق علمية، وبعض المراكز المعنية بالتوثيق موجودة في كنف الجامعات، وبعضها الآخر يقوم على نحو مستقل مثل دارة الملك عبدالعزيز في الرياض، التي تعدّ مركز بحوث متخصص غايته دعم حركة البحث والتوثيق المتصل بالمملكة العربية السعودية، ومن هنا عمل على توفير المراجع والوثائق التي يحتاجها الباحثون المتصلة بالموضوعات التي تُعني بها، ثم تطرّق الكاتب إلى توثيق التراث العربي الإسلامي القيّم، لما له من أهمية في خدمة هذا التراث وتنظيمه واستخدامه ودراساته في مواجهة الغزو الفكري، ثم أشار الكاتب لعناية الدولة في وقتنا المعاصر بالتوثيق والوثائق ودور الوثائق الرسمية والخاصة والأدبية والإدارية والسياسية والعسكرية لدعم أسس التخطيط والبناء والدراسات، كما تطّرق إلى النشاط التوثيقي، وإلى مهمة الموثِّق، وقواعد المعلومات الببلوجرافية، وإلى ضرورة تأهيل الموثقيق وتدريبهم للقيام بمهامهم على خير وجه، في هذا العصر الذي غدا التوثيق فيه تخصصًا علميًا يدرس في كثير من المراكز والمعاهد.
|