تناولت المقالة موضوع الاقتصاد الإسلامي "ليتفهم القارئ أصل الاقتصاد الإسلامي وتطوره، وليتبين حقيقته، وليدرك صعوباته وأبعاده ومساره. وقد مهّد لها كاتبها بالحديث عن الاتجاه إلى اعتماد الاقتصاد الإسلامي، ذلك أن الاقتصاد هو المجال الذي تظهر فيه انطباعات المجتمع الروحية والمادية، وفيه تتجلى خصائص الأمم وتعاملها؛ وإدراكًا لأهمية الموضوع دعت المملكة العربية السعودية إلى مؤتمر عالمي للاقتصاد الإسلامي بمكة المكرمة في صفر عام 1396هـ/ فبراير عام 1976م نظمته كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة. ثم تناول أصل الاقتصاد الإسلامي وتطور دراساته، وأوضح أنه في المجال الاقتصادي كان للإسلام منذ البداية أصول اقتصادية معينة تنطوي على سياسة اقتصادية متميزة، وعرض لبداية دراسة الاقتصاد الإسلامي مذ بدأ النشاط الاقتصادي يتسع وتتعدد صوره ومسائله، وقد ظهرت كتب الفقه الإسلامي في القرن الثاني الهجري حافلة بالأحكام التفصيلية في تنظيم أوجه النشاط الاقتصادي، ورأى الكاتب أن ما يمكن أن يُستخلص من محتويات تلك الكتب من المعلومات والأحكام الاقتصادية يشكِّل أساسًا لما يمكن أن نسميه بالاقتصاد الإسلامي، بما فيه من المبادئ الاقتصادية التي تنسج المذهب الاقتصادي الإسلامي، ومن الحلول والتطبيقات التي ارتآها أئمة الإسلام فيما يتصل بالمشكلات الاقتصادية، أي ما يمكن أن يعبر عنه على المستوى الفكري بالنظرية الاقتصادية الإسلامية، وعلى المستوى العملي بالنظام الاقتصادي الإسلامي. وتناول ازدهار دراسة الاقتصاد الإسلامي، وظهور الدراسات الاقتصادية الإسلامية العلمية منذ أواخر القرن الثاني الهجري ومنها كتاب الخراج لأبي يوسف المتوفى عام 187هـ؛ وتطرق إلى ما أصاب دراسة الاقتصاد الإسلامي من تعويق بعد انقسام الدولة الإسلامية منذ منتصف القرن الرابع الهجري ونتيجة لأوضاع الإفتاء والاجتهاد، وتناول ماهية علم الاقتصاد الإسلامي وأصوله من القرآن الكريم والسنة المطهرة، وناقش دور الباحث في الكشف عن المذهب الاقتصادي الإسلامي باستظهار الحلول الاقتصادية فيما يعرض للمجتمع من مشكلات اقتصادية، وفرّق بين الاقتصاد الإسلامي والاقتصاديات الوضعية، وبحث في إحياء الاقتصاد الإسلامي وتطبيقه
|