حرص الملك عبدالعزيز بعد دخول الحجاز على العناية بالحرمين الشريفين، وخدمة الحجاج والمعتمرين، فبمجرد استقرار الأوضاع في الحجاز عام 1344هـ/ 1925م، بادر رحمه الله بعمل الإصلاحات والترميمات اللازمة للحرم المكي الشريف؛ حيث أصدر أمره إلى مدير الأوقاف محمد سعيد بالخير(1) "بترميم عموم الخراب الواقع في جدار المسجد الحرام وأرضه وأعمدته، وإصلاح المماشي وحاشية المطاف وعموم الأبواب، وطلاء مقام إبراهيم الخليل عليه السلام بالدهان الأخضر، وكذلك الأساطين النحاسية الواقعة حوالي المطاف، وغير ذلك من الإصلاحات اللازمة"(2)، وتمت هذه الإصلاحات بشكل عاجل قبل موسم حج عام 1344هـ/ 1926م. وفي العام التالي رأى الملك عبدالعزيز أهمية رصف أرضية المسعى، وأنه سيحقق الراحة للساعين في أدائهم لشعيرة السعي، وينهي معاناتهم من الوحل والغبار، فأمر بأن يفرش الصفا والمروة، ولتنفيذ ذلك شُكلت هيئة تضم عدداً من كبار أهل الخبرة والدراية، وأوصت بأن يكون رصف أرضية المسعى بالحجر الصوان المربع، وأن يطلى بالنورة، وانتهى العمل بذلك في نهاية شهر ذي القعدة من ذلك العام (1345هـ/ 1927م)(3). واستمرت عناية الملك عبدالعزيز بالإصلاحات في الحرمين الشريفين، والعناية بزوارهما من الحجاج والمعتمرين إلى وفاته، وسار أبناؤه من بعده على نهجه.
|