لم أقابل الأمير سعود - ولي عهد الملك ونائبه في نجد - إلا بعد شهور عدة عندما عدت إلى إنجلترا، حيث كان ولي العهد يقضي شهراً في الاستجمام بعد شهر أمضاه في لندن ممثلاً لوالده في حفل تتويج الملك جورج السادس(2). كنت أعرف شكله من الصور، فقد بدا شديد الشبه بوالده، ذا طول يزيد على ستة أقدام، ومظهر يشي بوقار الملوك. وحين وصلت بعد مغادرته في مكان أو مكانين في الشرق، كنت أجد خلفه شعبية كبيرة في تلك الأماكن. كان موسم لندن في أوجه، وعندما وصلت في الوقت المحدد لفندق دورتشيستر، حيث كان الأمير سعود يقيم، قيل لي بأن "السادة العرب لم يحضروا بعد من آسكوت(3)". ولا أعرف سبب اندهاشي حين قيل لي ذلك، فمن الطبيعي أن الأمير سعود كان يتبع جدول الزيارة الرسمي المعد له. كما أنه كان فارساً من الطراز الأول، واعتاد في بلاده على الدخول في سباقات الخيل مع غيره من العائلة المالكة. بيد أنني كنت غارقاً في تصور بلاد ابن سعود، جزيرة العرب، وحينها لم تكن آسكوت ملائمة للدخول في هذه الصورة. وبعيد وصولي بقليل، ظهر "السادة العرب" يرتدون ملابسهم التقليدية. وبدا الأمير سعود بمظهر الملوك حتى في هذه البيئة المعقدة، وبدت لي شبه الجزيرة العربية أبعد مما كانت عليه قبل ظهوره.
|