تناولت الدراسة دور عائدات البترول في التنمية في دول الخليج العربية، وهدف الباحث إلى دراسة عوامل أهمية البترول، واحتياطاته العربية، ووارداته، وآثاره الاقتصادية في البلاد المنتجة. وقد رجع إلى التقارير والإحصاءات والبحوث الجغرافية والاقتصادية المتصلة بموضوع ومنطقة الدراسة. ومهّد الباحث لدراسته بتوضيح أهمية تناول قضايا الثروة البترولية العربية، وأبعادها التنموية، ودور الباحثين والجغرافيين العرب في ذلك. ثم أبرز عوامل أهمية البترول، ومنها أنه هو أعظم مصدر لرأس المال والنقد الأجنبي في العالم العربي الذي تشتد حاجته له لمواجهة متطلبات التنمية، وأشار إلى أن أرض الوطن العربي تختزن نحو ستين في المئة من جملة احتياطي البترول العالمي، والبترول مادة للصناعات البتروكيماوية، ويشكل الركيزة الاقتصادية الرئيسة لأقطار كثيرة. ثم تتبع الآثار الاقتصادية للعوائد البترولية في دول الخليج العربية مبتدئًا بالمملكة العربية السعودية، حيث استعرض المنجزات والتقدم المتحقق في مجالات تنمية موارد المياه، والزراعة، واتساع شبكة المواصلات البرية والجوية، والنمو العمراني للمدن السعودية، وتقدم الصناعات، ثم تناول التطور الاقتصادي للكويت، وما صاحبه أيضًا من نهضة تربوية وعمرانية، وما تحقق فيها من مشاريع تحلية المياه، والصناعات البتروكيماوية في ميناء الأحمدي، ومن نهضة في حقل الاتصالات بأنواعها. ثم تطرق إلى ما حققته البحرين وقطر وعُمان والإمارات من تطور في المجالات العمرانية والتجارية والصناعية والاتصالات والزراعة. كما توقع آثار العوائد البترولية في هذه الدول، والاحتياجات التي سوف تفرزها التطورات المتحققة، وقدم مقترحاته لتحقيق تنمية عربية شاملة تنطلق من نظرة قطرية - إقليمية متكاملة للتنمية، بحيث تسير التنمية الإقليمية موازية للتنمية القطرية.
|