?.?
????. ?السديس،? ?محمد? ?بن? ?سليمان
يتناول الباحث ذكر المواضع والأمكنة في الشعر العربي لاحتكاك الشعراء بها وأثرها في حياتهم، وقد أشار إلى أن أسماء بعضها قد تعرضت على مرّ الزمن للتغيير أو الهجر، مما جعل التعرّف عليها متعذرًا دون استشارة المعجمات التراثية التي بدورها لا تفيد كثيرًا بالنسبة لتمييز مواضع كثيرة لم يقدم الشعر وصفًا دقيقًا وتحديدًا صحيحًا لمواقعها، ويرمي الباحث إلى التعريف بدراسات المواضع المبثوث ذكرها في الشعر والتصانيف المختلفة، واتجاهات تلك الدراسات ومصادرها وتقويمها، والنظر في أسماء المواضع وتحقيقها وتصحيحها، وإيراد الشواهد الشعرية لتوضيح ما ذهب إليه، وقد رجع لدراسات المواضع، ودواوين الشعر، ومعاجم البلدان، والمواضع والمصادر الجغرافية عن جزيرة العرب، وبدأ دراسته بتوضيح غنى التراث الشعري العربي بذكر المواضع والأمكنة من جبال وأودية ورياض ودارات وموارد مياه وغيرها، وأهمية المعلومات عنها في فهم الشعر الذي ذكرها والبيئة المتصلة به وفي التعرف عليها، ثم تطرق لعناية الدارسين بهذا الموضوع بهدف إزالة اللبس المحيط بأسماء المواضع وتحديد مواقعها، وذكر أن محمد بن عبدا$ بن بليهد ألف في هذا السبيل "صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار"، تتبع فيه ما ورد في المعلقات من أسماء لمواضع وفصل فيما يعرفه منها، ومن العلماء السعوديين المعاصرين الذين اهتموا بهذا الموضوع سعد الجنيدل الذي كتب بحثًا حول "الأماكن الجغرافية في الأدب العربي"، ركّز فيه على دراسة نماذج لعدد من الشعراء الجاهليين والإسلاميين من بينهم: امرؤ القيس، ولبيد بن ربيعة، وزهير بن أبي سلمى، وحسان بن ثابت، وقيس بن الخطيم، وجرير، وكثير، وعبيدالله بن قيس الرقيات، وذو الرمة، وقد بيّن الكاتب ما اعتور بحث الجنيدل من أوجه الضعف من حيث شواهده الشعرية غير الدقيقة، وأسلوبه، ومنهجيته، والأخطاء التي وقع فيها وتوثيق مصادره، وقد خلص من هذه الدراسة إلى أن البحث في أسماء المواضع في الشعر ينبغي أن يتلافى أوجه الضعف المذكورة آنفًا ليصل إلى نتائج علمية مقبولة .
|