بحثت المقالة في أوراق البردي العربية، وهدف كاتبها إلى توضيح أهميتها وصناعتها واكتشافها ودراستها وخصائصها الوثائقية، وقد رجع إلى كتب التاريخ وبخاصة تاريخ مصر والشرق الأدنى القديم وإلى دراسات البرديات، واستهل بتناول قيمة أوراق البردي العربية بوصفها مصادر تعين على دراسة التاريخ للأمة العربية، وتطرق إلى تاريخ أوراق البردي العربية فذكر أنها عرفت في الربع الأول من القرن التاسع عشر الميلادي، وهي أوراق البردي المصرية التي كتب عليها العرب منذ دخولهم مصر، ثم تناول صناعة أوراق البردي، فأشار إلى أنها صنعت من سلائخ ساق نبات البردي الذي ينمو في المستنقعات والمياه الملحة، وهو نبات أفريقي بعامة ومصر بخاصة، ثم تضم السلائح بعضها إلى بعض وترص وتجفف وتحك حتى تصقل فتصير قطعًا يمكن وصلها وتسمى أدراجًا، وتقطع منها أوراق حسب المساحات المطلوبة ليكتب عليها، وقد صنعها المصريون وصدروها إلى الأمم الأخرى حين كانت تحتل أوراق البردي المكانة الرئيسة لكونها وسيطًا للكتابة، ثم تناول الكاتب دراسة البرديات وما عليها من كتابات باللغات المصرية القديمة واليونانية والقبطية، ثم غدت تشمل البرديات العربية، التي تحمل نصوصًا مهمة، ويقدر الكاتب عدد البرديات العربية بست عشرة ألف بردية كانت كلها في مصر، ثم خرج العدد الأكبر منها شراءً أو نهبًا ولم يبق في مصر إلا نحو ثلاثة آلاف بردية، نشر ودرس منها أقل من ألف بردية، وتجدر الإشارة إلى أن مكتبة فينا النمساوية تقتني ثمانية آلاف بردية عربية، وقد أشار الكاتب إلى توافر البرديات متفرقة والكتاب المجموع الوحيد الذي عثر عليه في صعيد مصر هو كتاب في الحديث النبوي الشريف لأبي محمد عبدالله بن وهب الفهري المولود حوالي سنة 125هـ، ونشر سنة 1939، وتصور المادة المكتوبة على البرديات العربية حياة العرب في
|