دراسة لغوية يتناول الكاتب فيها اللغة العربية الفصحى، ويهدف إلى بيان أصلها، وموقعها بين اللغات السامية، وتطورها، وفضل القرآن الكريم عليها، وقد رجع إلى المصادر عن اللغة، واللهجات العربية، وفقه اللغة، واللغات السامية. واستهل بالحديث عن عائلة اللغات السامية التي جاءت تسميتها من خلال كتابات المستشرق الألماني شلوتسر الذي اعتمد على ما ورد في سفر التكوين في التوراة في إرجاع أنساب البشر إلى أبناء نوح عليه السلام: سام، وحام، ويافث، ثم استخدم لفظ السامية للشعوب المنتمية إلى سام بن نوح ولغاتها، وتناول المستشرقون خصائص اللغات السامية، وأقسامها من اللغات السامية الشمالية، والسامية الجنوبية، كما يقسم علماء الساميات اللغات السامية الشمالية إلى مجموعتين: شرقية وغربية، فأما الشرقية فتشمل البابلية والآشورية، وأما الغربية فتضم لغات كثيرة تمركزت في بلاد الشام، وأما اللغات السامية الجنوبية فتتألف من اللهجات العربية، وبعض اللغات الأفريقية كالحبشية، ويقصد باللهجات العربية عربية القرآن الكريم وغيرها، ثم تناول الكاتب خصائص اللغات السامية، وأشار إلى أن اللغة العربية آخر لغة انفصلت عن اللغة السامية الأم فجاءت بدايتها أقرب إلى النضج والاكتمال، ومن أهم المراكز التي تبلورت فيها اللغة العربية الحجاز واليمن، وكان لعرب الحجاز تجارة واتصالات مع الفرس والروم، وكانت قريش زعيمة قبائل العرب في الحجاز وقد سيطرت على حركة التجارة وأشرفت على شؤون البيت، واستطاعت لهجتها صهر كل اللهجات العربية في بوتقتها، وكانت أفصح العرب ألسنة وأصفاهم لغة، ولكنها استفادت من المفردات والأساليب في لهجات القبائل الأخرى، كما يبحث الكاتب أصل اللغة الفصحى وعرض آراء المستشرقين المختلفة في ذلك، وأشار إلى أن للعربية الفصحى مصادر أصيلة أهمها القرآن الكريم والشعر والأمثال والقصص العربية، وكان للقرآن الكريم فضل عظيم في انتشارها ونموها وحفظها.
|