سيرة ببليوجرافية للطبيب المسلم أبي الحسن علي بن عباس الأهوازي المتوفى في أواخر القرن الرابع الهجري، هدف كاتبها إلى التعريف بنشأته وعلمه الطبي وأخلاقياته، واستند إلى الكتب التي تناولت الطب العربي ورجاله وتاريخه، وكتب الصيدلة وتاريخ العلوم عند العرب، وآلات الطب والجراحة والكحالة عند العرب. واستهل بالتعريف به وبمكانته لكونه واحدًا من أهم الأطباء العرب الذين عرفهم الأوروبيون، واتخذوا كتاباته أساسًا لدراسة الطب، وقد حرّفوا اسمه فكتبوه (هالي عباس). وعلى الرغم من أنه لم يشتهر بكثرة تآليفه، إلا أن كتابه: "كامل الصناعة الطبية" كان مرجعًا للأطباء في الشرق والغرب، وقد اعتمد في إعداد مادته على المراقبة العملية في المستشفيات والمعالجة، وامتاز بحسن تبويبه وتفصيل تناوله وشروحه الطبية، وقد قسمه المؤلف إلى عشرين مقالة، وقسم المقالات إلى أبواب بحثت في الأمراض وعللها وأعراضها وتشخيصها ووصف الدواء المناسب لعلاجها، وقد ترجمه "قسطنطين الأفريقي" إلى اللاتينية بين سنتي1070-1078م ونسبه لنفسه مما أتاح للأوروبيين الاطلاع عليه والإفادة منه ثم قام "إتيان الأنطاكي" بترجمته ثانية سنة 1127م، ونسبه لصاحبه الأهوازي. وقد عرض كاتب المقالة المباحث الطبية المهمة التي تناولها الأهوازي كحفظ صحة الأبدان، وفوائد الرياضة الصحية، وعلاج جرح الشريان العضدي، ومرض الصرع، وطب الأسنان، وأهمية الدورة الدموية في الأوعية الشعرية، وحركة رحم المرأة، وسرطان الرحم، وتطرق الكاتب إلى عناية الأهوازي بالجراحة وبمهنة الطب ذاتها، وعلم العقاقير. وخلص الكاتب إلىبيان أهمية دراسة التراث الطبي الإسلامي، وسير أطبائه، وتحقيقها، وبيان إسهاماتهم في الفكر الطبي.
|