تتناول هذه المقالة سيرة خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية، وهدف الكاتب إلى توضيح جوانب شخصيته وعلمه، وقد رجع في ترجمته له إلى معاجم التراجم، والدراسات عن العلوم عند العرب والمسلمين، وتتبع سيرته السياسية والعلمية، فأشار إلى أنه بعد وفاة يزيد بن معاوية سنة 64هـ، تولى الحكم مروان بن الحكم وحصر الخلافة في أبنائه، وعندما يئس خالد بن يزيد من الوصول إلى الخلافة اتجه إلى طلب العلم، وقد اهتم بعلم الصنعة أو الكيمياء، وعمل على ترجمة العلوم البحتة، والتطبيقية من اللغات المختلفة إلى العربية، ولُقب خالد بحكيم بني أمية، وكان مولعًا بالأدب والتاريخ والعلوم، وخطيبًا شاعرًا، جيد الرأي، أديبًا كثير الأدب، ومقرِّبًا للتراجمة والفلاسفة، وأهل الحكمة والصناعات، وسعى في ترجمة كتب النجوم، والطب، والكيمياء، والحروب، والآداب، والآلات، والصناعات، واهتم بعلم الفلك لأن العرب عرفوا بالتجارة والرحلات إلى جميع أنحاء العالم، فاحتاجوا إلى الإلمام بحركة النجوم ومواضعها، ومن ثم اهتموا بدراسة علم الفلك، وعرف بزهده ونقاوته وورعه، وقد بنى جامع حمص، وقد اهتم في أواخر حياته بالتأليف فكتب الكثير من الكتب والرسائل التي وُثِّقتْ في: الفهرست للنديم، وكشف الظنون لحاجي خليفة، ووفيات الأعيان لابن خلكان، ومن تلك الكتب: كتاب وصيته إلى ابنه في الصنعة، وكتاب الحرارات، وكتاب الصحيفة الكبير، وكتاب الصحيفة الصغير، وثلاث رسائل في الصنعة احتوت إحداها على ما جرى بينه وبين مريانوس، والسر البديع في فلك الرمز المنيع، ومنظومة فردوس الحكمة في علم الكيمياء التي ذكر صاحب كشف الظنون أنها احتوت على ثلاث مئة وخمسة عشر بيتًا، وكتاب الرحمة في الكيمياء، وسجل مؤرخو العلوم سبقه في جلب العلماء غير المسلمين من مدرسة الإسكندرية التي كانت عامرة بكبار العلماء اليونان والأقباط، وجعله الكيمياء علمًا ذا أهمية.
|