تناول الكاتب الأمثال العربية مستهدفًا تعريفها، وبيان أبعادها البلاغية،
وارتباطها بالشعر العربي وبالحياة والبيئة العربية، وقد استهل بتحديد مفهوم مصطلح
المثل بوصفه خلاصة ما يتوصل إليه المفكر من أعمال فكره في الحوادث، والوقائع، وسنن
الطبيعة، والسيرة التي تصلح أن تكون قاعدة من قواعد الحياة وتسفر عن العظة والسلوك
الحسن بين الناس، وبين المرء ظاهره وباطنه، ثم إنه زينة يوشي بها أئمة الأدب
أقوالهم، والعقلاء أفعالهم، ونقل الميداني عن المبرد أن المثل قول سائر يشبه به
حال الثاني بالأول، مأخوذ من المثال، والأصل فيه التشبيه، ومن شروط التشبيه أن
يكون المشبه به أجلى وأوضح وأبلغ من المشبه لكي يكون مثلاً، ويقول أبو هلال
العسكري: إن كل كلمة وحكمة سائرة تسمى مثلاً وتجتمع في المثل أربعة أركان هي:
إيجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحسن التشبيه، وجودة الكناية، والمثل عند ابن عبد ربه
وشي الكلام، ويرى الكاتب أن ظهور الأمثال على الألسن بدأت بظهور الشعر العربي في
الجزيرة العربية. وقد تناول الكاتب أمثال القرآن الكريم، والآيات التي جاء فيها
ذكر المثل ومشتقاته فبلغت (???) آية، وروي عن ابن القيم قوله أنّ في القرآن
أمثالاً وإنّ أمثال القرآن لا يعقلها إلا العالمون، وإن كثيرًا من الأمثال وإن
اختلفت ألفاظها فهي مأخوذة من القرآن الكريم، ومن قبيل ذلك القول (القتل أنفى
للقتل)، فهو مأخوذ من قوله تعالى: {ولكم في القصاص حياة}، والقول ( ما تزرع تحصد )
مأخوذ من قوله تعالى: {من يعمل سوءًا يجز به}، والقول (الحمية رأس الدواء ) مأخوذ
من قوله تعالى: {كلوا واشربوا ولا تسرفوا }؛ ومن أمثال القرآن {ولا ينبئك مثل
خبير}، {ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله}، {كمثل الحمار يحمل أسفارًا }، {والفتنة
أشد من القتل}،: وتناول الكاتب
العناية بجمع أمثال القرآن الكريم والكتابة عنها، وأهم الكتب في هذا المجال، ثم تحدث عن الكناية بوصفها باباً من أبواب المثل الواسعة.
|