تناول الكاتب ما جرى من توسيعات للمسجد النبوي الشريف في العهد السعودي المبارك، واستهل مقالته بالحديث عن موقع المدينة المنورة، فهي تبعد عن البحر الأحمر نحو (175) كيلاً، ويربطها بجدة طريق معبد طوله (425) كيلاً، ويتفرع عنه عند بدر طريق إلى ميناء ينبع طوله (90) كيلاً، وتبعد عن مكة المكرمة (497) كيلاً، وكان يربطها بدمشق خط حديدي عُطِّل في أثناء سني الحرب العالمية الأولى. وتقع المدينة المنورة على خط طول (36، 39) درجة شرقًا، ودائرة عرض (28، 24) درجة شمالاً، ويحدها من الشمال جبل أحد، ومن الشمال الغربي جبل سلع، ومن الجنوب الغربي عسير، وتبلغ مساحتها (1500) كيل مربع تقريبًا. وقد هاجر إليها النبي صلى الله عليه وسلم عام 622م، ومنها انتشرت الدعوة الإسلامية، وغدت عاصمة للدولة الإسلامية منذ ذلك الحين. وللمدينة أكثر من خمسة وتسعين اسمًا، منها يثرب، والمؤمنة، والمحبوبة، والمقدسة، والبارة، وأرض الله، ودار السلام، والمحروسة، وطيبة، وطابة، والدار. ويتبوأ المسجد النبوي فيها مكانة خاصة، وتشد إليه الرحال كما ورد في الحديث الشريف: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى". وقد تطورت عمارته، وكان محل عناية المسلمين على مرّ العصور، وفي عهد الملك عبدالعزيز آل سعود ــ رحمه الله ــ أُجريت إصلاحات في أرضية الأروقة المحيطة بصحن المسجد عام 1348هـ، وفي عام 1350هـ تم إصلاح بعض الأعمدة بالأروقة الشرقية والغربية، وفي عام 1368هـ أعلن الملك عبدالعزيز عن عزمه على توسعة المسجد النبوي الشريف، وشُرع في هدم المباني المحيطة بالمسجد عام 1370هـ، ووضع حجر الأساس للتوسعة عام 1372هـ، وافتتح المسجد بعد التوسعة في عام 1375هـ، فكانت العمارة السعودية الأولى التي أضافت إلى مسطح المسجد ما مساحته (6033) مترًا مربعًا، ثم أجريت التوسعة السعودية الثانية للمسجد في عهد الملك فيصل ــ رحمه الله ــ حيث أضافت إلى مساحته (35000) متر مربع، وتم في عهد الملك خالد ــ رحمه الله ــ إيصال المظلات إلى شارع المناخة، وأنيرت بكاملها، وبلغت المساحة الإجمالية للمسجد (45000) مترمربع. وفي عام 1406هـ بدأت أعمال التوسعة السعودية الرابعة للمسجد بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله، وهي أضخم وأهم توسعة يشهدها الحرم النبوي.
|