تناول الكاتب تاريخ الأندلس وجبل طارق تناولاً موجزًا لتوضيح أهم جوانبه. وقد رجع إلى المراجع المتصلة بتاريخ الأندلس والمغرب. وأوضح أنّ اسم الأندلس أُطلق في بادئ الأمر على شبه جزيرة أيبيريا كلها حيث كانت واقعة تحت حكم العرب المسلمين، وقد اشتقّ العرب الكلمة من كلمة "واندلوس"، وهي اسم قبائل الوندال الجرمانية التي اجتاحت أوربا في القرن الخامس الميلادي، واستقرت في السهل الجنوبي الأسباني الذي سمته باسمها، وعرّب العرب هذا المسمّى إلى أندلس، وبعد سقوط غرناطة سنة 1492م، أطلق الأسبان اسم أندالوسيا على الولايات الجنوبية الأسبانية التي تشمل ولايات قرطبة وإشبيلية وغرناطة. وقد حكم العرب الأندلس أكثر من ثمانية قرون، وخلفوا فيها آثارًا مادية وروحية وخلقية وثقافية واجتماعية ولغوية، ومن أعظم الآثار العربية الباقية في قرطبة المسجد الأموي، وبجوار قرطبة نجد آثار مدينة الزهراء التي بناها الموحدون، وفي إشبيلية المسجد الذي بناه الموحدون وحوله الأسبان إلى كنيسة، وفي مدينة غرناطة يوجد قصر الحمراء وهو تحفة فنية رائعة. وأثناء حكم العرب المسلمين للأندلس أقاموا شبكة دفاعية قوية تخترق سلاسل الجبال والوديان التي تقطعها لاتقاء أي هجوم من الإسبان في الشمال، فقامت على تلك الوديان مدن مهمة كانت بمثابة قواعد عسكرية مثل مدينة سرقسطة، وتليها جنوبًا مدينة طليطلة، وفي أقصى الجنوب نجد الوادي الكبير الذي تقع عليه مدن قرطبة وإشبيلية وقادس. وكانت بلاد الأندلس في نظر المسلمين ثغرًا للدولة الإسلامية ورباطًا، وكان صبيان البلاد يدربون على استخدام السلاح في سن مبكرة. وأما جبل طارق فهو قاعدة الوصل بين المغرب والأندلس، وهو يقع في أقصى جنوب إسبانيا، وقد أطلق عليه المسلمون بعد فتح الأندلس اسم الصخرة، وجبل الفتح، وجبل طارق، وهذا الاسم الأخير هو الذي استمر نسبة إلى طارق بن زياد قائد فتح الأندلس، ومضيق جبل طارق يضيق حتى يصل إلى خمسة عشر كيلاً.
|